بقلم /أ .عبد العزيز بن علي الحمران

أن تكون مديراً ناجحًا، يعني أن تكون فنانًا! نعم ذلك الفنان الذي يبدع في تحريك الريشة، ومزج الألوان، وتنظيم العناصر الفنية; لتكتمل بعدها اللوحة; لتظهر جمالياتها.
الإدارة هي الفعل، بعيدا عن الكلام الأكاديمي، وبعيدا عن هوى النفس ;الذي هو الأساس في فساد العملية التعليمية.
المعلم هو جوهر العمل التعليمي، عندما يتاح له من قبل مرؤوسيه، بيئة مناسبة للعمل والإبداع، فالمعلم هنا حتما سيبدع بعمله، ويقدم كل ما لديه.
لذلك يجب على مدير المدرسة الناجح، أن يبتعد عن هوى النفس المذموم، ويبتعد عن المزاجية الوهمية، ولا يخلط بين الحياة الشخصية، والحياة المهنية.
لعل بالمثال يتضح المقال، سأورد لكم قصة صديقي عزيز الفنان، مع مديره عثمان الغضبان، والتي تجسد لنا ما مر من كلام، ومثال حي على إدارة المدرسة الفاشلة! .
صديقي عزيز الفنان، كان معلم في أحد المدارس المجاورة لبلدته الجميلة، وكان مبدعاً في عمله، متميزاُ مع زملائه، وذلك راجعاً إلى البيئة التعلمية الناجحة، والبعيدة عن الهوى، والمزاجية، وخلط العمل بالحياة الشخصية.
كان مديره في تلك المدرسة، بعيداً جداً عن هوى النفس، خائفاً ربه في تعامله، مع معلميه، محفزاً لهم، لا يميز أحد عن غيره; إلا بعملة مما جعل صديقي عزيز الفنان, يبعد أيما ابداع! حتى انه رُشح للعمل الإشرافي! لولا انتقاله في نهاية العام الى بلدته.
بعد انتقال صديقي إلى بلدته، كان متحمسا أيما حماس؛ لكنه اصطدم ببيئة تعليمية غير صالحة للتميز! لوجود مديراً صاحبه هوى، ومزاجية حباً، وكرها ليس إلا. ! ويحكي لي بعد مرور سنين من عمله، مع ذاك المدير ويقول:
إدارة المدرسة ليست مزاجية إنسان، بل هي عمل، وإتقان، بعيدا عن تعالي النفس وشيطنة المواقف!
أيكون مديرا من كان هواه هو الحاكم بين معلميه؟!
أيكون مديرا من يعلم الطلاب التجسس على المعلمين؟!
أيكون مديرا من يوجه الاتهامات متحسسا موسوسا إلى معلميه؟!
أيكون مديرا من يتهم المعلم بأخلاقه دون أدنى دليل؟!
أيكون مديرا من له ألف وجه؟ يأتيك بوجه جميل والقبح بداخله!
لا وألف لا!!!
بعد عام من الصدامات، التي لم يعتد عليها صديقي عزيز، في مدرسته السابقة; نقل إلى مدرسة أخرى، وجد في نقله بيئة صالحة للعمل، مستنيرة بنور العدل; ذلك راجع إلى وجود مدير تربوي، وعادل رغم رسائل المدير السابق للمدير الجديد! في محاولة تشويه سمعة عزيز، والانتقاص منه; إلا أن العدالة كانت حاضرة.
وعاد مع العدالة صديقي عزيز الفنان، إلى توهجه الأول، مبدعاً، متميزاً، فخوراً بعمله.
أقول: لو استمر صديقي عزيز في تلك البيئة السيئة; لوجد نفسه خارج اسوار التعليم، مثل من سابقة، ولكن الله لطف وسلم.
يقول صديقي: بصوت حزين، قد سامحت ذاك المدير بلساني; ولكن قلبي يرفض ويقول:
إلى الديان يوم الحشر نمضي

وعند الله تجتمع الخصوم
أخي المعلم / لا تأسر نفسك عند مدير مثل عثمان الغضبان، والذي لا يقدر قدراتك; بل أخرج الى بيئة صالحة، فحتماً تجد نفسك هناك، ولا تتحطم بعدم وجود المحفزين، وكثرة المحبطين، اتركهم خلفك، واتجه بطريقك، وستجد من مثلك يساعدك ويدعمك ويشد على يدك.