بقلم /ليلى محنشي

‏مالي أرى العيد في كل عام تقل بهجته ‏التي اعتدنا عليها منه ‏وأصبح كالأشياء المعتادين عليها ‏
فالبهجة في كل عام أصبحت تتلاشى عن العام الذي يليه لا أعلم هل البهجة أودعتنا أم نحن من قام بتوديعها ..؟!
فقد كانت ليلة ماقبل العيد ليلة لترتيب وتنظيم البيوت، نقشات الحنا تزين كفوف الأطفال قبل الكبار والبهجة تملأ القلوب قبل العيون
مع بدايات أنفاس ذلك الصباح عمت الضوضاء وازداد الحماس وعمت المساجد بأصوات التكبير والتهليل والأفواه تردد بالتكبيرات
نتسابق بعدها بالتجهيز ولبس الجديد من الثياب أبوابنا تفتح قبل قلوبنا التي تتلهف لاستقبال أعز وأغلى أحبابها عند عودتهم من صلاة العيد وكأننا لم نراهم من قبل وما كان حال الأفواه إلا أن تتمتم بعبارات المعايدة وتتعالى الضحكات ‏على انتقادات ‏الأطفال لنا على أننا لم نعايدهم كالكبار ويوهموننا بأنهم كبيروا رغم صغر سنهم
‏حلوى تتوزع رائحة البخور والقهوة تعم المجالس والأهل يتسابقون بتحضير ما تيسر من أكلات متنوعة، طقوس مختلفة لا نكاد نعملها سوى في ذلك اليوم فقط.
يد بيد يحضرون الجيران وجبات إفطارهم في الحي القريب منهم وكل شخص يذوق الاخر من أكلته بكل حب.
كانت البساطة أجمل ما تُسعد قلوبنا بخلاف السنوات الأخيرة التي أجمع الأغلب على عبارة واحدة وهي أننا لم نشعر بلذة العيد كما كنا في السابق وربما لأننا أصبحنا نخلط ونجمع المناسبات في وقت كان للعيد الحق فيها بالانفراد ولكننا أهملناه وانشغلنا بحفلات مناسباتنا كالخطوبة، التخرج، الزواجات إلـ اااااااخ.
فأفقدناه المعنى الحقيقي له وبعد غفلة من الزمن أصبح حديث مجالسنا أن العيد ليس كالسابق ونسينا بأننا نحن من أفقده تلك البهجة وكنا سببا في وداع العيد لبهجته.