بقلم /أمل حسن جلال

كسلاح ذو حدين فقلمي ذو جناحين جناح يطير أنسا بالحب وجناح ينخفض ألما بالغياب

فكلما كنت مسرورة رفرف قلمي واختال لينثر حبيبات الحبر على وريقاتي يدهشني أحيانا أن يحفر فكري ومعاني كلمي فيبسطها بسطا فتتفشغ هنا وهناك أقوم لألملم حروفي السعيدة وألقي بها من نوافذ الأمنيات 

ليس سهلا أن تكون كاتبا وإن كثروا ليس سهلا أن تكون ذا مبدأ وقد فقد الكثير القيم ليس سهلا أن تدافع عن الحق وغيرك ملجوم بالصمت والمجاملة الممقوتة ليس سهلا أن تبسط فكرة يتبناها غيرك في حين تجد أكثرهم تأثيرا شخص بلا هدف يعزف روح الفكاهة أو السخرية يتملق ويتسلق أعناق أسياده ليسد ويحصد مالا 

ولأن الكاتب الفذ صاحب القلم الطائر لا يصطاده إلا من كان أرقى فكرا أو أشد وعيا وثقافة فنجده يغرد معه ويحلق في سماء المعاني فيقطف ثمرة ويجني كرما

وكم طلبت الله أن يصلح قلمي في حين فسدت الكثير من الأقلام فكما نحتاج قلما جديدا لنكتب نحتاج وعيا ورقيا بالفكر لنرتقِ 

لا بأس نعود للجناح المحلق بعيدا تحت سحب العشاق ألا ترون معي ذلك القلب كيف ينساب رقراقا يحكي قصة ألف ليلة عاشها بين أحضان العلم والواقع فالحب حقيقة لا جدل فيها ومن لا يحب لم يعش سويا 

إن من أعظم المتع أن تحب حبا غير مشروطا حبا نقيا لا تعقده مصلحة ولا رغبة ولا فرض

(تحابا في الله) يشد كل منهما أزر الآخر حتى ولو بكلمة 

هنا ترى كيف يرفرف الجناح أنسا كلما اقترب ثم يغيب فينخفض الجناح قليلا ولا يلبث أن يعود بعد زمن بنفس الشعور لا يختلط ولا يتأثر بقرب أو بعد هذا هو الحب النقي الذي يسر الصدور ويجلب الأنس والحبور ..

أما عن الفقد فهذا هو جناحي المتهالك فقد ريش الاهتمام تساقط أمام كل غياب وجور وبقيت ألملم ذلك الريش احتفظت بشيء منه وبعضه طار مع ريح الغدر والجفاء

لا بأس سأضع الريش فوق جناحي وأرمم الأوجاع سأجعل الجميع يظن أن جناحي قلمي يرفرفان سأنصب حروفي مغردة وأقف على جناح قلمي الآخر سأشير إلى الأمنيات وأقلم رؤوس الغدر والهوان سأبقى ثابتة متفائلة فما الحياة سوى الأمل معقود بالأماني..