بقلم /حسن بن محمد العبسي

يقال: أن هناك جيشا عرمرما قام بغزو مملكة من الممالك المجاورة له فلما وصل الجيش أطراف هذه المملكة وجد رجلين يحتطبان فأخذوهما وأشبعوهما ترغيبا وترهيبا لكي يفشيا لهم ببعض أسرار البلد وتحت وطأة التعذيب خشي الأب أن يضعف ابنه تحت نير الترغيب والترهيب فيحقق لهم ما أرادوا فقال لهم: سوف أخبركم بما تريدون ولكني أخشى أن يشي بي ولدي فاقتلوه، فقتلوه وأتوا إليه مسرعين، فقال لهم: أما الآن فافعلوا ما شئتم فحياتي أقل ما أقدمه فداء لوطني.

 فأسقط في أيديهم .

وقال قائدهم: إذا كان هذا فعل عامة الناس فكيف بخاصتهم؟! وقفل راجعا من حيث أتى. 

وتولد من رحم القصة سؤال يصرخ في أعماقنا ما الوطنية؟ فنقول: الوطنية حب وانتماء، وتضحية وفداء، واعتزاز وإباء، الوطنية أن تخلص في عملك وتتقنه، وتغرس في نفوس أبنائك حب الوطن وقادته، وأن تعتبر نفسك على ثغر من ثغوره فتحرسه و تؤمنه، الوطنية أن تستلهم أمجاد وطنك وتشارك في بناء حاضره، وأن تفخر بمنجزات وطنك وتبرزها، الوطنية أن يكون أمن الوطن هاجسك فلا تسمح لعابث ولا تسمع لناعق، وطننا أرض الرسالة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، وقيادتنا أعزها الله ديدنها رفعة الوطن ورفاهية المواطن، وخلاصة القول: (وطن لا تحميه لا تستحق العيش فيه).