مشاعل آل عايش

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما.
ونحن نقول(أتانا الصيف الطلق)، رياض غناء، وطيب هواء، وسماء صافية ونقاء، وتوج هذا جميعا أمن وأمان، ورغد عيش في الأوطان، فهل استشعرنا هذه النعمة في زحمة الخيرات التي نالتنا بفضل الله.
حياة المؤمن عطاء وإفادة وبناء في جميع المواسم، لا تفت عضده الإجازة، ولا يرهق كاهله العمل، لكل منهما خطته التي يسعى لتحقيقها فيه، ومن التمس الخير والعبادة وجدها في كل حركاته وسكنتاه، ونشرها في ترحاله وإقامته، إن خرج للرياض والجداول والقمم المرتفعة جعل لعبادة التفكر والتدبر حيزا من فكره وذهنه، وأرشد من برفقته من أهله وولده لعظيم صنع الله في خلقه، لما سُألت أم الدرداء ما كان أعظم عبادة أبي الدرداء، قالت: التأمل والتفكر.
وإن كان في سفر لم ينسى أحكام السفر وآدابه، تلك حياة تفيأت في ظلال الوحي فأثمرت أين ما كانت.
لصلة الرحم والإحسان حيزا كبيرا في حياته، ومودة أهل الود والمعرفة والتواصل معهم جزء من اهتمامه ومشاعره.
تلك حياة الإيمان والسعادة، بها ينسأ في الأثر، ويطال في العمر، ويضاعف الأجر.
والكيس الفطن كما أدرك أن للنفس سياحة تستجم بها مما أصابها من الجهد والتعب، فكذلك للفكر والعقل سياحة تذكيه، وتنميه، وتعيد شريان الحياة له ولا اجل وأعظم من ذلك من كتاب يقرأ، أو محاضرة تُسمع، أو مجلس للعلم تحث الخطى له، أو مناقشة من يثمر الفكر والعقل بالحديث معهم، او بيان يدبج ويحبر وينشر فترتوي به النفوس، ويجزل به الأجر إن صحت النية.
والمغبون والمفلس من كانت أيامه ولياليه وزر في صحيفة أعماله بمنكر يحضر له، أو سماع يحاسب عليه، او مال في غير طاعة ينفقه ،فيصبح شاهدا عليه لاله، أوسفر يستحل به المنكرات فيكون كمن أحرق حسنات العام في بضعة أيام فأفلس في الرصيد، وعرض نفسه للوعيد.
……الصيف جمال إن عمر بالتوحيد.
والصيف قيض حار يبرده استشعار يوم الوعيد.
والصيف موسم حصاد فجعل لصحائفك من ثماره وينعه الحظ الوفير.
والصيف نهار طال فزاد بركة في العمر.
والصيف ليل قصير خلت الوجوه فيه بالرحمن حُبا له وتسليم.
والصيف مواسم للطاعات تتالت فكان المؤمن كالنحلة يجمع الشهد فغدا يسقى بحسن الرحيق.

كتبته/ مشاعل آل عايش