بقلم/د_ نجوى محمد الصاوي

تحدث هذه المتلازمة والتي تعتبر خطيرة جدا لأنها مهددة للحياة   بسبب السحق الشديد للعضلات الجسدية نتيجة ثقل أو ضغط مباشر حاصل الجذع أو الأطراف بسبب قوة سحق خارجية تؤدي إلى رضوض الأنسجة المباشرة بالإضافة إلى نقص تروية العضلات ونقص ضخ الدم إلى المكان المتضرر يؤدي إلى إصابة العضلات وتورمها ونخرها مع تحللها بالإضافة إلى  اختلال الجهاز العصبي في نفس الأماكن المصابة.
وقد ظهرت حالات كثيرة في الآونة الأخيرة بعد حدوث الزلازل التي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا بحيث قضى الناجين
ساعات طويلة تحت الأنقاض مثل  الركام والأحجار الثقيلة، التي سقطت على أجسامهم.
ولا تحدث  فقط في حالات الزلازل، إذ يمكن أن تكون حوادث السير من بين الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بها، بسبب احتمالية وجود الشخص في مكان ضيق لمدة طويلة، قبل التمكن من إنقاذه.
متلازمة الهرس تُسمى بالقاتل المُبتسم لأن الشخص يبتسم ويسعد فور إنقاذه لكن تتدهور حالته في غضون دقائق، وتؤدي عدة عوامل إلى نجاح إنقاذه وبقائه على قيد الحياة مع ذلك يتعرض لمضاعفات صحية كبيرة.
وتبدأ أعراض هذه المتلازمة عادة بعد قضاء الشخص ما يزيد عن 6 ساعات متواصلة  تحت الجسم الثقيل مثل  الأنقاض، أو في مكان تكون فيه أعضاؤه معرضة لضغط قوي، ما يسبب انقطاع وصول الدم للمنطقة المضغوطة، واحتمالية تعطل وظيفتها.
وقد يصاب المرضى بفشل كلوي وخلل في في بقية الأعضاء الداخلية في الجسم، بسبب تخثر الدم في الأوعية وتحلل العضلات  ليكون الحل في بعض الحالات الصعبة، والتي يستعصي فيها العلاج، هو بتر الجزء الذي كان مضغوطا للحفاظ على حياة  المريض.
تم اكتشاف  هذه المتلازمة في عام ١٩٢٣ عن طريق
الطبيب الياباني سيجو مينامي حيث كان يعالج ثلاثة جنود في الحرب العالمية الأولى، بحيث توفوا بسبب الفشل الكلوي نتيجة لمتلازمة الهرس، قام بدراسة حالتهم إلى أن اكتشف المتلازمة.
فيما تمت دراسة هذه المتلازمة مرة أخرى من طرف الطبيب البريطاني إريك بايواترز، بعد إصابة عدد من الأشخاص في
حملة القصف الألمانية ضد المملكة المتحدة، خلال عامي 1940 و1941، في الحرب العالمية الثانية.

وتم وصف هذه المتلازمة على أنها إصابة  خطيرة ومميتة ، لأنها  نتاج  انهيار عضلات الهيكل العظمي التي تضررت بسبب حالات نقص تروية الدم فتطلق مواد ضارة إذا سرت في مجرى الدم أبرزها الميوغلوبين، والبوتاسيوم، والفوسفور والميوغلوبين مادة تؤثر على الكلى وتسبب فشل كلوي 
أيضا يحدث موت انسجة الجسم بسبب نقص ضخ الدم والأوكسجين  إليها مما يؤدي إلى الوفاة بين الناجين من الحوادث والزلازل
هناك العديد من الأعراض التي تبرز إصابة الشخص الناجي من الزلزال، أو حادث سير، بمتلازمة الهرس، والتي تتمثل في،
الشعور بالألم
قلة التبول
الشحوب
القئ والغثيان
نقص البوتاسيوم بالدم وارتفاع حمض اليوريك والبوتاسيوم
الشعور بوخزات شبيهة بوخز الدبابيس
التنميل في المنطقة التي تعرضت للضغط
عدم وجود نبض في المنطقة المضغوطة
الشلل
نزيف تحت الملتحمة
الشعور بالغثيان
انتفاخ الوجه
ظهور كدمات رئوية
وعند ظهور هذه الأعراض على الشخص المصاب، يجب إسعافه بشكل سريع، لأن التأخر في عملية الإسعاف من الممكن أن يؤدي إلى حالة الوفاة، بسبب تلف الكلى.

العلاج
قبل إخراج الشخص من تحت قوة الضغط يمكن أن يؤدي إمداد الجسم بالسوائل الوريدية إلى تخفيف السموم، وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات الكلى. وإمداده أيضا بالأوكسجين عن طريق القناع لتحسين الأوكسجين للأنسجة التالفة.
مهم جدا مراقبة القلب باستخدام مخطط كهربية القلب لتحديد حدوث عدم انتظام ضربات القلب حيث يمكن أن يؤدي إطلاق مستويات عالية من البوتاسيوم إلى العديد من حالات عدم انتظام ضربات القلب المختلفة، وعند حدوث عدم انتظام ضربات القلب يمكن استخدام الأدوية المنقذة للحياة لحماية المريض.
إذا تطورت متلازمة السحق إلى فشل كلوي فقد يكون غسيل الكلى الطارئ ضروريًا لتصفية مجرى الدم من المواد السامة.