بقلم. أ. علي محمد عاتي

الشِّعْرُ يَعْزِفُ واللِّسَانُ تَرنَّما
وبِداخِلي نَبْضٌ تَرَاقصَ هَائِما

والكَوْنُ أَنْشدَ مِنْ شُعُورِي لحَنَهُ
فتَلأْلأَتْ آفَاقُهُ وتَبَسَّما

هَلَّا سَألْتُم مَنْ عَشِقْتُ، وَحُقَّ لي
أَنْ أَكْتُبَ الأَشْعَارَ فيِْهِ وِأَنْظُما؟

وَلِمَاذا لا تَغْشَى المَسَرَّةُ خَافِقِي
وأنَا سُعُودِيُّ الهَوِيَّةِ والحِمَى؟

يَا مَوْطِني لكَ في فُؤَادِي مَوْطِنٌ
مَلَكَ الأَحَاسِيسَ الرَّقِيقَةَ والدِّمَا

لا حُبَّ يَعْلُو فَوْقَ حُبِّكَ دَاخِلِي
وَأَرَاكَ مِنْ نَفْسِي أَحَبَّ وَأَعْظَما

أَيْقَظْتَ في قَلبي بَرَاكِينَ الهَوَى
والشَّوْقِ إِنْ حَلَّ الفِرَاقُ وآلَمَا

وعَلَى ثَرَاكَ نَظَرْتُ أَوَّلَ نَظْرَةٍ
وَمَشَيْتُ حُرَّاً في البَرِيَّةِ مُسْلِِمَا

وَبَنَيْتَ أَحْلامِي بِأَصْدَقِ رُؤْيَةٍ
جَعَلَتْ مِنَ الأَحْلامِ صَرْحَاً قَائِما

فانْسَابَ شِعْرِي في غَرَامِكَ هَاطِلاً
وَكأنَّهُ مِنْ مُزْنِهِ غَيْثٌ هَمَا

يَا مَوْطِني وَفِدَاكَ مَهْرُ مَحَبَّتِي
سَيَظَلُّ حَقَّاً مَا حَيِيتُ مُلازِمَا

إِنْ جِئْتَ هَذَا اليَوْمَ تَلْبَسُ حُلَّةً
خَضْرَا وَتَحْمِلُ في يَدَيْكَ الأَعْلُمَا

فَأَنَا أَتَيْتُ إِلَيْكَ أَحْمِلُ في يَدِي
رُوْحِي وَأَقْدَامِي تَحُثُّ المَقْدَمَا

وَعَلى جَبِيني قَدْ كَتَبْتُ وَصِيَّتي
لا عَيْشَ إلاَّ في رِحَابِكَ خَادِما

مِنْ حَزْمِ سَلْمَانَ اكْتَسَيْتَ مَهَابةً
وازْدَدْتَ عِزَّاً لا يُطَالُ وَمَغْنَمَا

وَطُمُوحُ شَعْبِكَ في مُحَمَّدَ مَاثِلٌ
جَازَ الثُّرَيَّا رِفْعَةً والأَنْجُمَا

قَمَرَانِ لاحَا في سَمَائِكَ وَحْدِها
لَمْ تَشْهَدِ الأَوْطَانُ أَجْمَلَ مِنْهُما

يَا ثَالِثَ التِّسْعِينَ لَسْتَ نِهَايَةَ الْـ
أَمْجَادِ .. سَلْ عَامَاً مَضَى وَتَصَرَّما

قِفْ جَانِبَا دَعْنَا نَمُرُّ وَنَحْتَفِي
مَا أَنْتَ إلَّا مَعْبَراً نَحْوَ النَّمَا

سَنَظَلُّ نَحْلُمُ بِالبِنَا وَنُحَقِّقَ الْـ
أَحْلامَ .. لَنْ تَبْقَى رُؤَانَا أَحْلُمَا

بَطُمُوحِ قَادَتِنا نَرَى الآمَالَ وَا
قِعَةً وَنَشْهَدُ وَثْبَةً وَتَقَدُّما

مَنْ كَانَتِ العَلْيَاءُ هِمَّتَهُ فَلَنْ
يُثْنيِهِ حَدٌّ أَوْ تُعَرْقِلُهُ السَّمَا

تَاللهِ مَا أَزْرَى بِفَضْلِكَ مُنْصِفٌ
إلاَّ الَّذِي أَبْلَى بَصِيرَتَه العَمَى

يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ الدَّوَامَ لِمَوْطِني
وَأَدِمْ عَلَيهِ كَذَاكَ مِنْكَ الأَنْعُمَا

مَا فَازَ إِنْسَانٌ بِأَعْظَمِ نِعْمَةٍ
كَمَثيلِ مَنْ آوَى لِأَرْضِكَ وَانْتَمَى