عهود الدوسري

الفن هو الابداع فيما يتم التعامل معه عندما تجيد إتقان أدواته ومن هذا المنطلق سأتناول فن العلاقات الأجتماعية الذي لا يرتقي إليه إلا من فرد راشد عاقل يدرك ما يدور حوله من تصرفات الغير خالقاً بذلك علاقة تحمل في طياتها طرق كثيرة .

كالعلاقات الاجتماعية المبنية على الصدق والمكاشفة والوضوح في شتى مجالات التعامل.
ومن هذه العلاقات أيضاً نوع رديئ ليس له طعم ولا لون ويمتهنها فئة (المتلونون) ..الذين يستخدمون جميع لغات التواصل بغرض الوصول لغايتهم ،وتحقيق اهدافهم ،دون الاكتراث بمشاعر الاخرين .

واخص بذكري من ينغمس في مشاعر التقارب من صداقة ،وحب ،بهدف الاخذ والاستغلال وعند الانتهاء منه يقتل محبوبه او صاحبه بدمٍ بارد .والعجب من ذلك بعد القتل يمشي في جنازته ويدندن على المظلومية بأنه هو الضحية .
ذلك النوع من العلاقة الاجتماعية متعب لكثرة الكذب ،والتبلي ،الذي ليس له غير مبرر واحد ..أن من يقوم بهذا الفعل المشين ليس بشخصٍ عاقل .

فالعلاقات اللإجتماعية قديمة ..بقدم عمر البشر ،وتطورت بحسب الإحتياجات من أجل الحياة لأن الإنسان خلقه الله أن يعيش في جماعات ،فليس هناك شخص سوي يعيش لوحده دون علاقة ،ولكن ! مع الاسف في الآونة الاخيرة كثر الكذب ،والخداع ،والتدليس ،وحب الذات وإن أظهروا غير ذلك .

فاليوم نشاهد الكثيرين ممن يلبسون اقنعة ليست تمثلهم ،من أجل تحقيق غايتهم ،وتبرير تصرفاتهم، فهم يخنقونني عندما اشاهد دموعاً زائفةً ،بغرض الاستعطاف، وتغطية نواياهم المشينة ،وتجييش ،الحشود ،لكسب اكبر قدر من تعاطف ..وهم يملكون من الخبث ما لا تطيق الارض حمله .

إن الحياة لمثل هؤلاء خسارة .حيث لا يمكن تعديل معتقدهم المكيفيلي .
الغاية تبرر الوسيلة فنجدهم يتلونون لتقديم علاقات وقتية ،بهدف الوصول إلى الحاجة ومن بعد ذلك الهجران والرمي بالداء والانسلال .

لمن يريد فهم كلمة العلاقة فمن اسمها يوحي بأنها رمز تواصل وميثاق من المحيا حتى الممات .وإن اختلفنا لا يعني طمس الاخر وشطبه من سجلات الحياة. وإنما يضل هناك متنفس للذكريات التي جمعتنا في هذه الحياة الفسيحة التي تتسع لكل شيئ جميل وتضيق بما رحبت عند الحزن .

فلا تتلون وتضن بذلك ذكاءاً فكلها تجارب معدودة وستجد نفسك بلا شخصٍ ..يرد لك الصوت عندها ستصاب بالاكتئاب ،لشدة وحدتك ،فما من إنسان يعيش وحيدا.
فكون علاقتك بصدق واترك إغواء النفس ،وما تهوى، فما يملأ النفس مبتغاً وهوى الا طيب خاطرٍ ،فبالحياة قنع وارتضى.