د.علي جمال الدين هيجان

ان للتاريخ وشائج صلات قوية،
وعرى وثائق متينة، وجذور تواد عميقة،وجسور تواصل ممتدة،
وكل تلك الخصائص الإنسانية
والسمات الحضارية تجعل من
الزواج التاريخي والتلاقح الحضاري
منصة سندسية تسطع بأنوار الموروث
الثقافي والسمو الإنساني والتسامي
الأخلاقي والثراء التنموي، في حلة
قشيبة، وصورة بهية، وتضوعات زكية
لاسيما وأن التاريخ الحضاري لايغفو
ولاينام،كماوأنه لايضام ولايلام، لأنه
معني بالتقاط اللحظة التاريخية
ونقشها في جبينه الأشم، والعمل على
إشاعتها وتمجيدها على أوسع نطاق
في لوحة من العناق التاريخي بين
جهابذة عظماء بني البشر ورموزها المتفردة الذين يشرف التاريخ بجليل
مآثرهم وعظيم إنجازاتهم.
ولذا لاغرابة أن تكون تونس على موعد تاريخي وحدث عالمي لتعلن
للعالم كله بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
جدير بتسلم مفتاح مدينتها الذهبي
من مشيخة مدينة تونس، وكأنما يعيد
التاريخ نفسه ولايقبل على منصة عرسه إلا الأفذاذ من صناع الحضارة
أمثال عقبة بن نافع الذي أنشأ مدينة
القيروان عام ٥٠للهجرة، وكانت عاصمة الإسلام الأولى في التخوم
الأفريقية ومنطلقا للفتوحات الإسلامية، ناهيك عن مسجد عقبة بن
نافع الذي تطور ليصبح جامعة إسلامية أسهمت بنصيب وافر في
الموروث الحضاري العالمي.
ولأن سلمان بن عبدالعزيز، يؤمن
بالتاريخ ويجله غاية الإجلال ولأنه
يمتلك ذاكرة تاريخية مزدهرة فلا
غرابة أن تشرف جامعة القيروان بمنحه شهادة الدكتورة الفخرية
في تخصص الحضارة العربية
وهوالتخصص الذي طالما أبدع
الملك سلمان في كنفه في استجلاء مكنون
الحضارة العربية والعمل على تأصيلها
وتناميها بل وسموقها.
ولقد أجاد أستاذ التاريخ الباهر في
جامعة الملك خالد الدكتور سعدبن
عثمان، في رسم لوحة تاريخية
لهذا الحدث العالمي المتفرد الذي
يربط الماضي التليد بالحاضر المجيد
ويجسد عناق الرموز التاريخية على
مسرح الأحداث، وهنا تجلت ألمعية
الدكتوربن عثمان في إجلاء الإرث الحضاري لخادم الحرمين في أنصع صورة تاريخية،ممايدلل على أنه شخصية ومنصة بل ومحجة
أكاديمية ووطنية وحضارية تجلي
عطاء الإنسان ونماء الأوطان وبهجة
الزمان، وغرة المكان، ولذا فله الحق
أن يترنم بشجي بوحه وندي تباريحه
عن زمردة التاريخ الأبلج وحاضنة الرعيل الأول من حملة لواء نشر الاسلام في مغربنا العربي وامتدادنا
الأبي، بل في فجاج الأرض النائية
وتخوم أوربا القصية، إنها القيروان
التي هي للمجد عنوان، كما وأنها
والتاريخ الأشم صنوان، بإرثها القيمي
الشامخ، ومجدها الحضاري الراسخ
وقد افتر مبسمها الأغر كأنه ناصع الدر
لاستقبال أحد أهم زعماء التاريخ العظام،من ذوي المسؤوليات الجسام
أنه سلمان المكارم والمغانم، حامل لواء التاريخ المجيد بثوابته النيرة
ومسلماته المستنيرة،التي لاتحيد ولا
تميد ولاتبيد،إنه سلمان المجد عريق
المحتد الذي يصيخ التاريخ مغتبطا
لمكنون خبرته،وتشرئب أسفاره مفعمة
لثاقب بصيرته،وتزدهر سجلاته مزهوة
بعظيم إنجازاته، لأن للتاريخ لسانا قؤول وقلبا عقول، لايؤمن إلابالعظماء
الفطناء،ولايحتفي إلا بالأقوياء الأمناء.
ولذا فلا غرابة أن تستشعر جامعة
القيروان العريقه بإرثها الحضاري
ووزنها التاريخي ودورها الريادي
عظم الأدوار الطليعية والمبادرات
الريادية والمكتسبات الإنسانية
التي يتحلى بها سلمان الحزم وملك
العزم في تحقيق الرسالة الاستخلافية
العالمية بمراميها العدلية والقيمية
والتنموية والحضارية، حتى بات
مقامه الرفيع وجنابه المنيع للدكتوراة
الفخرية أهلا، وللجدارة العالمية محلا.
حقا إنه عرس تاريخي فريد وإنجاز
علمي مجيد،يضاف إلى مملكة العطاء
ورياض النماء،وربوع الوفاء، ومهوى
أفئدة الأصفياء،وقبلة الأتقياء، وواحة
أحلام الشرفاء،بقيادة من هو للبيت
خادما أمينا،وللكعبة سادنا تقيا، وللحرمين الشريفين باذلا سخيا
وللإسلام والمسلمين حصنا منيعا
إنه(سلمان بن عبدالعزيز ) حيث
الكل في أحضان مملكته موقر
ومبجل وعزيز.
فحق أن تشدوا القيروان ،دام عزكم
ياسلمان، وليفخر الزمان، ويترنم
المكان بجليل مآثركم ياسلمان.

د.علي جمال الدين هيجان
مكة المكرمة.