مشاري الوسمي

بالأمس القريب كتبتُ “رحلة في هاتفي” كنتُ وقتها أحاول أن أكتشف سر تعلقي بهذا الجهاز الذي أحمله بين يدي.. و في الأيام القليلة التى مرت لم أتوقف عن البحث حتى توصلت إلى ما لم يخطر ببالي يوماً ..

هذا الجهاز يُملثني ويعبر عني.. نعم فهواتفنا تتشابه في الشكل، الصنع و اللون..لكن ماذا لو فتحناها و تصفحنا ما بداخلها، سوف تكتشف بدون أن تشعر أنها أنت !! هناك من يحمل بيده هاتفاً ليرد فيه على رسالة واردة أو اتصال مهم، برنامج أخبار هنا و رياضة هناك، منا من يحمل في هاتفه عشرين تطبيقًا لمادة واحدة مثل برامج التصميم، الجرافيك، الفيديو، الماسح وبرامج التعديل على الصور و الصوتيات إلى آخر القائمة ..

هناك هواتف النساء ؛ جميلات الكون، القوة الناعمة في المجتمع، لديهن من التطبيقات ما لا حصر له ولا عد.. فهنَ المنسقات للألوان، الديكور، مستلزمات الأطفال، مواقع التسوق القريبة منها وما يقع على كوكب آخر لو أردت ( إني هنا ممازحاً لفتيات وطني صاحبات الهمم وبناة القمم ) ..

من هنا استخلص النتيجة بعد معرفة السبب، فقل لي ماذا تحمل داخل هاتفك أقول لك من أنت.. إن التقنية من نعم الله علينا في هذا العصر، فلو عدنا للوراء ثلاثون عاماً فقط حيث البساطة وعدم التكلف، الأبواب المشرعة في وجه الغريب قبل القريب، نقطة الإلتقاء بين الأحباء هي مسافة الشوارع و الأزقة الضيقة.. وحين السفر و الإغتراب ينتظرون الشهور و الشهور لتصلهم رسالة أو برقية على مكتب البريد في المدينة.. كانت الحياة جميلة بالطبع ولكنها صعبة قاسية.. أما اليوم فالبعيد جداً هو على مسافة بضع أرقام نضغط عليها فيأتينا صوته وفي أغلب الأحيان صورته، أيضاً نطمئن، نهدي ونتبادل الضحكات و المواقف و كأننا في منزل واحد لا يفصلنا سوى جدار و باب مغلق ..

هذه النعمة العظيمة مثلها كمثل أي نعمة من النعم تدوم بالشكر و الحمد، و الإستغلال الحسن ،فتعلموا وعلموا أبنائكم حسن الشكر و الحمد، بالعمل ، التطوير و الإرتقاء بهذه التقنية لتكون شاهداً لنا لا علينا ..

دُمْتُم بِخَيْرٍ وَ لِلنَّعَمِ حَامِدِينَ شَاكِرِينَ..