أحمد خردلي

يعيش المرء بين الماضي والمستقبل وينسى حاضرة فتضيع اللحظة ويضيع الحاضر وهو الأهم الذي نملكه، فالأمس مرَّ وفات وما فات مات افلت منّا بكل ما فيه، وتحوَّل إلى ذكرى لا نملكه.. ولا نعرفه، فليتحول الأمس وليُنسى ونأخذ منه بعض التجارب والخبرة لتفيدنا فى الحاضر وليصبح الغد أملاً مشرقاً وامنيه جميله، وتوكل على الله وثق فى أن الله سيعطينا ويرزقنا كل الخير.. إنه اليقين التام بالخير من الله ، أنت وما تحصل عليه نتائج أفكارك وخيالاتك، الأغلبية العظمى منا لا يستطيع ولا يعرف ولا يتمكن في أن يعيش اللحظة الحاضرة واللحظة الحاضرة فقط لاغيرها
فتجده يفكر بالأمس وقلق ومتوتر من الغد ومضطرب من الحياة ويفكر في كل شي سيئ ويتألم ويندب حظه لماذا أنا بالذأت؟
لماذا يحصل لي كل هذا؟
الامس قد مرّ بكل ما فيه، إن كان خيراً وإن كان شراً.. إن كان مكسباً لك وإن كان خساره، لم يعد سوى ذكرى.. إن كنا قدأخطأنا فيه وقصرنا ، فنسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، وأن رحمة الله وسعة كل شي ، ابتلع الماضي بكل ما فيه وعيش اللحظة الحاضرة اللحظة الحاضرة فقط
إنّ عمرك وقتك الذي أنت فيه،
وإنّما أنت عدد أيّام ولك أجل، فكلّ يوم يمضي عليك يمضي ببعضك، فأجمل في المكتسب،
لا يعمر معمّر منكم يوماً من عمره إلاّ بهدم آخر من أجله ، المرء ابن ساعته، لو اعتبرت بما أضعت من ماضي عمرك لحفظت ما بقي،
ألا إنّ الأيام ثلاثة: يوم مضى لا ترجوه، ويوم بقي لا بدّ منه، ويوم يأتي لا تأمنه، فالأمس موعظة، واليوم غنيمة، وغد لا تدري من أهله، الإشتغال بالفائت يضيع الوقت ،
الرزق رزقان، رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك، كفاك كلّ يوم على ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك، فإنّ الله تعالى سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك، وإن لم تكن السنة من عمرك، فما تصنع بالهمّ فيما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك، طالب ولن يغلبك عليه غالب، ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك.
خذ من نفسك لنفسك، وتزوّد من يومك لغدك، واغتنم غفو الزمان، وانتهز فرصة الإمكان،
عيش وتأمل اللحظة وبقى حاضراً متيقظاً فعمرك الحقيقي هي هذه اللحظة التي أنت فيها لا تكن جسدك بدون عقل فكثير أصبحو أجساداً بدون حضور
فإن لم تكن حاضراً الآن فمتى يا ترىُ؟