د. عبدالله عشوي

في رثاء الدكتور علي حمزي رحمه الله .
……. ( الوداع الأخير ) …
لم اصطنعْ جُملَ البُكـاءِ رثـاءَ
إني عَـرفتُكَ مـاعشقتَ بُكــاءَ
عشتَ الحياةَ الى العلوِ مُناضِلاً
و كذاك مــوتُكَ يَعـتلي العليـاءَ
كُنتَ الشموخَ إذا مشيتَ لغايةٍ
و إذا عـزمتَ تُســابقُ الأنـــواءَ
سرُ ابتسـامتِكَ الجميلة لم يزلْ
لُغـزاً يُحيـــرُ بعـدكَ الأحيــاءَ
سطرتَ عن سُبلِ القيادةِ مَنهجاً
سيظـلُ سِفــراً يُـرشــدُ الأبنـاءَ
ورسمتَ في فنِ التعـاملِ لوحةً
خلدتَ فيها الـوردةَ البيضــاءَ
في رُبعِ قــرنٍ و الزمـالةُ بيننــا
تروي مَـواقفَ عِــزةٍ و إخــــاءَ
خُضنـا غِمـارَ المُعضلاتِ تَحدياً
و بهـا بَـذلنا للنجــاحِ عَطـــاءَ
مرتْ علينا في الشؤونِ حَوادثٌ
كُــنّا بـِـها نَتبَـادلُ الأعبــــــاءَ
في كُـلِ نائبــةٍ وجـدتُكَ صامـداً
تُــدلي بــرأيٍ أو تُعيــدُ بنـــاءَ
و اليومَ أنتَ إلى المصيرِ سَبقتني
الحــقُ نادى فاستجـبتَ نِـــداءَ
لو أنَّ للمـوتِ المُهـــابِ إرادةً
ما اختـارَ روحــاً تَرحـمُ الفقـراءَ
لكـنَّ من خـلقَ النفوسَ لِحكمـةٍ
كَتـبَ المنـايا بينهُــنَّ قضــاءَ
يا أيها الخــلُ الذي بحيـــاتهِ
أعطى كـثيراً فاستحـقَ ثنـــاءَ
ابصرتُ في التأبينِ جَمعاً خاشعاً
صَلواْ عليــكَ و امطروكَ دُعـاءَ
فلقدْ قَـدِمتَ على الكريمِ و فَضلُهُ
وَسـِـعَ الأنـام لِيــرحمَ الرُحمــاءَ
تبقى مآثرُكَ الحمـيدةُ شـاهــداً
و غَـداً سيذكرُكَ الزمــانُ وفــــاءَ

د. عبدالله بن حسين عشوي