الدّره ابو شيبه

هل شعرتم بصرخات أمٍ حين الولادة؛بعد صبرٍ وطول انتظار لاستقبال ذلك المولود؟..

هل أحسستم بشعور فقيرٍ نال بيتاً يكاد يكون حُلماً بعد الذُل والمهانة؟..

هل شعرتم بتعب تلك الفتاةِ وسهرها لنيّل الدرجات الكاملة؟..

هل جمعتم وحصدتم مع ذلك الشاب مال التقدم لحبيبته؟..

هل صبرتم صبر العاطلة حين وجدت مايُشغلها؛بعد حينٍ طويل؟..

هل حضرتم الليالي السوداء لتلك الفتاة قبل أن تطرق الفرحة بابها لتُهديها زفافها؟..

هل فاضت دمعاتكم بدلاً من تلك الجدة التواقةِ لاستقبال حفيدها؟..

هل تضرعتم لله بدلاً من ذلك العجوز أن يطيل الله في عمره على طاعته؟..

هل مرّ بكم الأسى في بضع ليالي ذلك الغلام اليتيم إلى أن لقيَ من يكفلُه؟..

هل مرّت بكم علّة ذلك الفتِيّ قبل الشفاء من العِلل؟..

هل عشتم الخيبات السوداء لذلك الشاب قبل توبته؟..

تكاد تجزم أقوالي أن جميع إجاباتكم لا..

فلِم! هذا الحسد؟..
فلِم!كل هذا الحقد؟..
فلِم!ولِم!ومن أجل ماذا؟..

كلمةٌ توثّق العلاقة ،توطّد المحبه،تُآلف بين القلوب،تقي من المكروه،تسعد الجار،وتُبسم الصديق،وتنفع لوقتِ الضيق..

“ماشاءالله”

أمنكم من لايستطيع قولها؟..
أمنكم من يخجل من الجهر بها؟..
أمنكم من يشعر بالنقص من خلالها؟..
أمنكم من لايدرك قيمتها؟..
أمنكم من لايعيها؟..
أمنكم من لم يفهمها؟..

لا أظن أن عليكم حرج من خلالها!
لاأجد أعذاراً تحجب خطاياكم!
لاأجد كلمةً تعافي من أُصيب بندّها!
لاأجد شيئاً يغفر ذنبكم المُرتكب،لم أجد،ولن أجد..

ولن أقول سوى”يال أسفي وقلّة حيلتي لمن لا يُحبّ قولها”..

“عوِّدوا ألسنتكم على قولِ ماشاءالله حيث كان الأمر”
الدّره ابو شيبه.