بقلم الكاتبة _حوراء رضي

خدر لذيذ يُسكر الحواس ، ذلك المسمى حب.

سيال طاقه ، فرح .. سُكر يفرغ دواخلنا من كل شيء إلا الحب.

خدر يغيب الواقع ويرفع سقف الخيال، لكن ما يفتى في لحظة ما حتى يزول، فتشرق شمس الواقع الحارة.

ما هو الحب؟!
لماذا يسدل الستار على الحب ؟!
سؤال يؤرق .. يمزق روح .. ويحرق أخرى.

الحب: حالات عاطفية وعقلية، تأثر بقوة على الإنسان.

في التجارب الشعورية، هناك قدرات متفاوتة بين الناس لإدراك عمق وحقيقه الشعور، فالشعور كالماء يسكب في الأرواح حسب القدرة على تلقيها.
لذلك يبدأ الشعور كشرارة تلهب العواطف وتتصاعد إلى أن تصل لمرحله معينة، فنظن أن هذا الحب مات، أو أنه كان شعوراً وهمياً.

ولكنه في الحقيقة وصل لسقفه …
سقف المشاعر؟!
كل علاقة إنسانية من المفترض أن تحدث حركة في باطن الإنسان، سقف المشاعر هو توقف هذه الحركة، بمعنى أخر اللذة في الشعور بالحب وهو في الحقيقة لذة في اكتشافنا لأنفسنا.

كثيراً ما نسمع دعوى لتجديد الحب، لكن الحركة والتجديد في الحب لا تأخذ الشكل المتعارف عليه من أمور مادية كتغير للمكان أو نثر الورود أو هدايا فاخرة.

التجديد هو نموك أنت .. واختلافك أنت .. واختلاف الآخر ونموه ..

أن يكون هناك تجدد في أفكارك ووعيك ما تضيف للآخر وما يضيف الآخر لك.
لذلك نهاية هذا النوع من العلاقات أو استمراه منوط بحجم الوعي والتجربة الواقعية التي تعمق جذور هذا الحب.

لكن هناك .. هناك في الأعماق توق لشيء ما.. شيء أبعد من الحب.
الحب باعتباره تجربة روحيه تلك التي تساعد على استعادة الروح الأولى للإنسان.

الروح من الممكن أن تتسامى .. ومن الممكن أن تنحدر.
هنا أتحدث عن التجربة الروحية التي تساعد الروح على التسامي من جهة، ومن جهة أخرى تزيل ما علق بها من غمام.

أعرف أنه ليس مقدراً لكل الناس خوض تجربة روحية حقيقية، ذلك أن الطاقات الروحية تختلف.

هذا الشعور الإستثنائي مستتر .. مستتر جداً بما هو متعارف عليه، وهنا نحن لا متفائلين ولا متشائمين لكن متأخرين .. متأخرين جداً عن الروح.

حينما تخطو في ملكوت الحب، ستشعر بظمئ لا ارتواء منه.

هذا النوع من التجارب, يحدث في الروح والعقل والجسد.
أتكلم عن الشخص الذي يغيرك، يبلورك، يزيل الضباب عن روحك، عن الشخص الذي يتلمس أعمق النقاط الخفية بداخلك يقولون ( الإنسان ما يخفي).

نعم هو من يلمس فضاءات هذا الخفاء، هو من يسقي صحراء روحك، هو القبس الإلهي الذي تجلى في أخر، فيحرق طينة جسدك لتظهر روحك، هو الألم اللذي يصهرك ليصبك في قالب أعمق، قالب روحك الحقة.

ما يؤلم فعلاً أن تحدث لك ولا تدرك ذلك…
ما يؤلم فعلاً أن تخاف من هذا التغير الذي يتخللك…
ما يؤلم فعلاً أن تعتبره شعوراً عابراً سيتكرر….
ما يؤلم فعلاً أن تحاول تخنقه باللغة .. بالكلمات ..
ما يؤلم فعلاً أن تئد روحك قبل ودلاتها تلك الولادة الروحية التى تحررها من جسد الجسد

أتكلم عن تجربة كتجربة جلال الدين الرومي مع شمس الدين التبريزي، أبن عربي مع نظام افتحوا قلوبكم للحب

بقلم_حوراء رضي