بقلم / حَمديه أحمد

و أعلم أيضًا أن لا أحد سيكترث إلي بقدرك!

لا أحد سيرى اختياري و انتقائي لكوب قهوة ذا شكل غريب، بأنه لا يملك ذلك اللون الجميل 

الذي يكفي لأخذه إلى منزلي 

ولا لتلك الشامة الموجودة أسفل عنقي 

التي جعلتك تكتب القصائد عند تقبيلها 

نعم ..أعلم أنه لا أحد سيكترث إن رحلت 

بتفاصيلي البسيطة العميقة التي لا تذكر! 

أصابعي وهي تلتقط أعواد الثقاب لإشعال سيجارة ..

وندبات لم تتخلَ عني تختبئ خلف ملابسي منذ الطفولة! لم تختفِ

ولا أحد سيخبرني أن صوتي 

المبحوح مليء بالحنان و القسوة في آن واحد!

بأنه مجرد من التخمين 

بسبب ذاكرتي التي تخونني دائمًا 

و أن غضبي لا يأتي إلا على نطاق واسع من تجارب الحياة القاسية ينصب بغزارة على قلبك اللين

‏فلطالما كنتُ أتمنى أن تكون لي تنهيدة 

‏خاصة من أجلي..

‏مرآة لا تعكس شكلي الخارجي..

‏أو “زاوية صغيرة من هذا العالم 

‏أشعر فيها بالانخراط”

لكنني أيضًا لا أريد لأحد أن يهتم أو يكترث

لأن كل ما نمر به كذبة اعتدت تكرارها 

أو العكس ..لأن في كل الحالتين سترحل أو أرحل وهذا منطق حياتنا .. فهناك معضلة أيضًا بين ما أعيشه وبين ما أتمناه ..

ولطالما أردت أن تشعر بي أكثر من أن أطيل إخبارك ..

بأن قلبي

 لا ينتمي لجهة مقدسة ولا لطرق آمنة,

 إنه دائمًا في خوف في تردد وهلع..

‏احتضنه بيدّي لا أكثر من ذلك ولا أدنى!

و أعلم أن رحيلك خسارة فادحة لشخص لم يستطع أن يرى ما كنت تفعله لأجله ..

أو لا!

ما كنت تقدمه ولا يشعر به 

لأنني الآن فارغ من كل شيء وهذا الأمر ليس له علاقة بك وحدك!

أعلم أن هذا المعبد الصغير الذي جعلته عالمًا لا يكفي ولا يؤدي إلى بركات قلبي

لأن دعواتك فيه أكثر بكثير من أقوال القديسين 

و صلوات هذا الحب لا تكفي من طرف واحد ..