علي احمد معشي

الهلع الشديد والخوف الزائد نتيجة متابعة التقارير والبيانات الصادرة بخصوص انتشار المرض هو مرض آخر لأن المؤمن الحق لديه عقيدة راسخة أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن القضاء والقدر بيد الله تبارك وتعالى ، فالخوف المعقول والحذر المدروس هما الأفضل في مثل هذه الحالات واللجوء إلى الله والاحتماء بذكر الله ودعائه أولاً ثم بالاحتياطات والنصائح الطبية والارشادية وعدم الانجراف مع الأخبار الغير موثوقة والمبالغ فيها وما يتناقله الناس في المجالس أو في برامج التواصل دون الحرص على موثوقية المصادر ، لأن التعاطي مع الأمر بهذه الطريقة يثير المخاوف ويسبب القلق النفسي والخوف على النفس والأسرة مما يشل حركة الحياة الطبيعية ويضع الإنسان في خانة السلبية وتوقف القيام بالواجبات الحياتية اليومية وهذا ما يؤدي إلى أمراض أخرى نفسية وعضوية وهو ما ينافي التوكل على الله والرضا بأقدار الله مما يعني الإخلال بركن عظيم من أركان الإيمان الذي يثبت القلوب ويزرع الأمل والثقة بحفظ الله لعباده .
ومن جماليات الاسلام الحرص على الايجابية في حياة المسلم وعدم اتاحة الفرصة للمشاعر السلبية والاحباط بالتسلل إلى النفس مهما كانت الظروف المحيطة ولذلك أوصانا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن من قامت عليه الساعة وبيده فسيلة فليغرسها ولو قامت الساعة والبيعان نشرا ثوبهما أن يكملا البيع في دعوة واضحة وجلية للإيجابية والثبات في الشدائد وعدم الانهزام ، بل أن في ذلك عبرة لمن يروجون اليوم ويثيرون الرعب في نفوس العامة نتيجة ما يتم تداوله من أخبار عن المرض ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة وفي كل مرة يتم التعامل معها بحسب حجمها وبالطرق المناسبة التي ارشد اليها العلم والطب الحديث .
كما أن في البلاء والنوازل عبرة للناس للجوء إلى الله تعالى والفرار اليه وليس منه والالتجاء اليه بذكره ودعائه والصدقة والتطوع وعمل الخير والتوبة النصوح والله رحيم بعباده لطيف بهم .