بقلم /د.عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

تولي حكومتنا الرشيدة- رعاها الله تعالى- اهتمامًا كبيرًا بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتعمل على تقديم أفضل الخدمات المتميزة لهم وليس أدل من كلام ولي العهد الأمين يحفظه الله تعالى عندما قال كلمته المشهورة “وسنمكن أبناءنا من ذوي الإعاقة من الحصول على فرص عمل مناسبة وتعليم يضمن استقلاليتهم واندماجهم بوصفهم عناصر فاعلة في المجتمع، كما سنمدهم بكل التسهيلات والأدوات التي تساعدهم على تحقيق النجاح” وبناء على توجيهات وتعليمات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لصعوبات التعلم،

ولأن مستقبلهم يهمنا كثيرًا، والمساهمة المتميزة في تحقيق رؤية الوطن (٢٠٣٠م) وتحقيق آمال ورغبات الأشخاص ذوي الإعاقة، والاهتمام بشؤونهم نحو مستقبل واعد ومشرّف -بإذن الله- تعالى وبدعم ومؤازرة أهل الخير والعطاء أبتغاء رضا رب العالمين نحرص أن تكون جميع برامج وأنشطة الجمعية مجانًا،

فما أعظم المسؤوليات، وأكبر الأمانات التي تقع على عاتق المسؤولين؛ لخدمات وبرامج وأنشطة ذات قيمة تخدم ذوي الإعاقة، فهي من أجلّ العبادات؛ لما يترتب عليها من منافع في الدنيا والآخرة، خاصة وعامة، ولما فيها من مجاهدة النفس وبذل المال؛ لذا لا بد من احتساب الأجر والثواب، مع الإخلاص لله رب العالمين، فيما نفعل ونقول مع ذوي الإعاقة وأسرهم فهي تتطلب مهارات وقدرات معينة يمكن الاستفادة منها بشكل كامل ومثمر،

مع الإدراك بأن

بيئة المعاق التعليمية تؤثر فيه، إذ تعتبر مرحلة من أهم المراحل التي يمر بها، حيث يمر الطفل بعدة مراحل منذ ولادته، حتى يصبح قادرًا على الاستفادة من البيئة التعليمية التي يعيش فيها، وتوفر جميع احتياجاته، وتراعي الاختلافات الفردية لدى الأطفال، كما تعمل على تنمية نقاط القوة، وعلاج نقاط الضعف؛ لتكون بيئة مدرسية تتصف بالعلاقة الإيجابية مع المعلمين والمعلمات والهيئة الإدارية، ومع أسرته والمقربين له، وتوفر الأمن والأمان لهم، وتقدم تفاعلًا إيجابيًا يؤثر على سلوكهم نحو القمة والتميز، ومحفز للتعلم والتعليم.

كيف لا والمعاق يتمتع بالنقاء والبراءة والنية الطيبة، يحب الخير للجميع؛ منحه الله تعالى نورًا في وجهه من حيث لا يعلم، يحبه الناس من حيث لا يعلم، وتأتي مطالبه من حيث لا يعلم.

المعاقون يحتاجون إلى العطف والتقدير والاحترام، والحنان، والرفق، والرحمة، والصبر، والتضحية

لديهم الكثير من الحيوية والعافية ويحتاجون من يسمع لحديثهم، ويأنس لكلامهم، ويبدو سعيدًا بوجودهم، والابتسامة في وجوههم، وكلمة طيبة تطرق آذانهم، وأيادٍ حانيةً تمتد لأفواههم، كما يحتاجون لبيئة مناسبة وفعالة ومتكاملة، فهم

قريبون من الله- سبحانه وتعالى-

اجعلهم يعيشوا أيامًا سعيدة، وليال مشرقة ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ناصعة البياض من البر والسعادة والأمل

فانظر ما أنت صانع وما تقدم لهم ابتغاء رضا رب العالمين.