مشاري الوسمي

رغم اختلاف المظهر إلا أن جوهرها متشابه، بنت النور، الحليلة و الخليلة، ذات الأطراف الناعمة، صاحبة الصوت الملائكي، وجودها طاغٍ.. صفاتها لا تنتهي والشعر فيها أوجز ولم ينصفها.

هي نصف الحياة.. باعثة الأمل والسعادة للنصف الآخر، تحمل داخلها هم الجميع، حتى أركان البيت المهملة، تفكر في هذا وتجد حلًا لتلك، كالشمعة تضيء الطرقات و تسقي في طريقها ما ذبل و مات، وتعلم حينها إنها مرت من هنا.. فخطواتها رحمة و لمساتها حنان. منذ نعومة أظافرها وهي الهادئة المطيعة، تعيش تحت قدمي والديها، تركض إلى حضن أبيها لتبعث داخلها الإحساس بالأمان، و تحيي في قلب والدها شعور الحُبّ والعطاء، صديقة أمها في الكبر و حاضنة إخوتها في الحلّ والتّرحال.

وبعد مرور السنين..تبدأ لتكتب قصتها مع أمواج الحياة العاصفة، فتارةً تلقي بها لموانئ الحُبّ والهدوء فتسكن روحها، يطيب حالها تعلو نظراتها الحانية للسماء، فتصنع قلائدًا من النجوم لأحبابها، فهي الأم الرؤوم، القلب الدافئ و العطاء المنهمر، وتارةً أخرى تتخبط رحلتها وتعصف بها الأقدار ابتلاءً من العزيز الجبار، فتعصف بها رياح الأزمات وتضيق حياتها حتى تصل إلى عنق الصبر و غرغرة الأمل.. لكن إيمانها أقوى و حبها أصدق و أعنف، فتكون هي القائد الذي يتولى دفة الحياة لعبور المضائق و المحن، ويجبر رب العباد قلبها ليلين، تجمع حولها عائلتها و تضمهم لتزيح عنهم ما أصابهم، فتشرق شمس الطمأنينة والسكينة من جديد.

تلك هي المرأة، ومن منا ليس في حياته امرأة؟!.
هي قنديل السعادة و النور، كنا في أرحامهن، خرجنا على أذرعتهن، و بتنا في أحضانهن. سيدتي.. كل يوم استيقظتِ فيه مشرقة هو يومكِ، وكل يوم تدفقت فيه ينابيع حبكِ و عطائكِ على من حولكِ هو يومكِ. أنتِ مركز الحياة و هبة الرحمن للوجود، فأنتِ نعيم من الجنة..لن أقول عنكِ مدرسة ، لكنكِ دنيا بأكملها، استهان بوصفها نزار، و تعثر في وصالها مشاري .

دمتِ ياسيدة كل العصور و الأزمان ودامت أفراحكِ وأعوامكِ .