نوال عامر _جدة

  سعادة العاقل تكمن في نظرته للأمور ، وهذا هو الحال الذي يتقلّب فيه المؤمن ؛ فهو في السراء شاكر سعادته في الحمد ، وفي الضرّاء تكمن سعادته في الصبر . 

ومع تسارع الأحداث ، سلّطت صحيفة ” سعودبوست ” الضوء على كيفية تعايش المواطن مع ( أزمة كورونا ) في مملكتنا الحبيبة  ؛ وذلك من منظور تربوي مع قائدة جمعية الشقائق الخيرية بمنطقة مكة المكرمة ، المدربة في الدبلوم القيادي، وبرنامج التأهيل للزواج ،والتنمية البشرية والتطوير الإداري سعادة الأستاذة : /نجوى طلحة خطاب  ، خريجة دبلوم علوم حاسبات من كلية كالامازو بالولايات الأمريكية المتحدة وبكالوريس نظم معلومات إدارية من كلية دار الحكمة الأهلية بجدة.

 رسمت أ. نجوى خطاب لصحيفة ” بوست ”  صورة مثالية لحال الأسر في السعودية ؛ وذلك بحكم خبرتها الطويلة لأكثر من 10 سنوات في العمل الخيري ، والذي يربطها بجميع الطبقات المجتمعية : 

بدأ شهر رجب وبدأنا كعادتنا نترقب قدوم شهر رمضان الذي سيأتينا في غضون شهرين تمضي بنا أيامها سريعًا ، وبين استكمال الدراسة واستمرار العمل ، وإذ بنا نسمع أخبار فايروس يهاجم الدول حولنا حتى جاء خبر اكتشاف أول حالة في السعودية ، ثم بدأت الحالة تصبح اثنين وثلاثة و وصلت لعشرة والحياة مستمرة .

 بدأنا نتابع ونقرأ أخبار هذا الفايروس “كورونا” الذي بدأ يحوّل ويغير الحياة حولنا ، فتتغير الأمور في ساعات، حتى أصبحنا نشعر بالخوف والتشتت والحيرة ، ماذا يحدث ؟ وماذا سيحدث بعد ؟!. 

ومن ثمّ رجعنا نعود لوعينا ولرشدنا ولقوّتنا في غضون هذا كله ، فوقفنا بشموخ وبقوة وبعزة . 

تلك القوة التي نستمدها من إيماننا بربنا الكبير المتعال مدبر الأمر . 

الآن يظهر إيماننا ونشعر به في داخلنا ، وتظهر آثاره على سلوكنا ، فتسود الطمأنينة في القلب وتسكن السكينة في الروح وتهدأ نفوسنا . 

 وذلك لأننا مؤمنين أنه قدر من الله فهو خير ،إذن هي منحة وإن كانت في ظاهرها محنة .

وعندما نقارن أنفسنا بغيرنا فإننا نوقن أننا في أحسن الأحوال ولله الحمد والمنة أولاً ، ثم بفضل جهود مملكتنا الحبيبة . 

 نحن في ظلّ مملكتنا برعاية ملكنا وولي عهده الأمين وجنودنا البواسل في شتى المجالات نعيش بسلام ، هم السند القوي الشامخ الذين بدؤوا في أخذ جميع الاحتياطات الواجبة لحمايتنا . 

نحن في هذا البلد المبارك ننام براحة وطمأنينة في بيوتنا ، وداخل مسكن آمن مع أسرة هانئة ، كل فرد فيها يشعر بمسؤوليته ؛ فهو يعيش بسعادة *”كلنا مسؤول” * ؛ فنرى الأب يقوم بالرعاية وتوفير الاحتياجات ، والأم بكل الحب ترعى وتسقي وتُشبِع ، والأبناء حولهما يلعبون ويتابعون دروسهم عن بعد ، ويمارسون أنشطة وألعاب كان يحكي والدهم لهم عنها . 

فيا سعادتهم الآن وهم يلعبونها معهم . 

بدت حياة العائلة بألوان زاهية ، يسودها التفاؤل والسعادة والألفة والمحبة .

أعوامًا ونحن ننادي ونرسم للعائلة صورة طالما ظلت في الخيال ، والآن نراها تتجسد في الحقيقة .

يا الله هذه المنحة في محنة كورونا .

هذا الخير والنعم التي نستشعرها في بلادنا ، تربينا واعتدنا عليها ولله الفضل والمنة .

جيل ٢٠٢٠ وقت المحنة يعيش منحة ، رغم كل الخوف والهلع والفزع الذي نشاهده عند غير المسلمين ، إلا أننا آمنون مطمئنون .

وآمنة مطمئنة هي منحةُُ من محنة كورونا .