محمد الهديب

يزداد الخوف مع كثرة الأخبار حول فايروس كورونا مما يجعل الناس في حالة انقسام نفسي ما بين خائفون من الموت وما بين انفس مطمئنه لا تهاب ما يحدث .
ولكن يخرج في ضل هذه الازمة من يروج لنفسه مستفيداً من هذا المرض كشهرة يرتقي عليه بوضع وصفاتٍ تجنب البشر العدوى وتقيهم منه .
محصلاً بذلك عدد من المتابعين .
وكذلك تكثر منصات الدجل في وسائل الإعلام ليصبح المتلقي تائهاً بسبب كثرة المعلومات المختلطة.

ولكي نعرف ماهو فايروس كورونا أو كما يسمى ( كوفيد 19) هو فايروس يصيب الجهاز التنفسي مسبباً حرارة في الجسم وضيق في التنفس يجعل المريض يحتاج لجهاز يساعد الرئتين على التنفس .

وقد كانت انطلاقته من الصين تحديداً من مدينة ( يوهان ) سنة 2019 في سوق لبيع اللحوم ويرجح أن مصدر انتقاله للانسان من اكل لحم الخفاش .
ولم يكن وقتها ذو شهرة حيث تهاونت الحكومة الصينية في تقييم الخطر لينتشر ويتساقط الكثير من سكان المدينة وبعدها تنقل المرض عبر خطوط الملاحة الجوية والبحرية غازياً جميع الدول التي تربطها تجارة وسياحة مع الصين.

وهناك من يرى من المحليين أنها حرب بيلوجية من أجل تغيير موازين القوى من حيث السياسة والاقتصاد والتربع على سيادة العالم فمنهم من أتهم الغرب بهذه الصناعة لضرب الاقتصاد الصيني وإرجاعه الى مربع الصفر ونقل المصانع إلى دولة أندونيسيا.
وقد ذهب فريق آخر بأن من أطلقه هم الصينيين أنفسكم من أجل نزول الأسهم وخلق موجة هلع تجعل المستثمر الأجنبي يبيع حصته لتقوم الصين بإستغلال الازمة وشراء ممتلكاتهم .
ولا تقف عند هذا الحد بل تشتري أسهم عالمية بعد انخفاضها جراء الازمة .

ويخالفهم فريق ثالث بأن ما يحدث هو نتاج حرب بين الخير والشر فيمثل عالم الشر من يديرون العالم في الخفاء كما يتم تسميتهم بالدولة العميقة وهم أصحاب نفوذ يمسكون بمفاصل الاقتصاد والقوة الخشنة منهاوالناعمة ،ويقابلهم فريق الخير الممثل في قادة ًيريدون تغيير مفهوم العبودية في جعل الأموال والنفوذ بيد الكل بدلاً من قلةً تتحكم بالموارد ،مما جعل هذه الدولة العميقة تطلق الفايروس من معامل يوهان بغرض تدمير العالم .

أياًكان السبب فالفايروس انتشر عالمياً وأصبحت تقاس قوة الدول بجاهزيتها في إدارة الكوارث والأزمات فكما شهدنا دول عظمى في أوروبا سقطت بسقوط خط الدفاع الصحي في احتواء الوباء .
مما جعل رؤسائهم يخاطبون شعوبهم بأنهم غير قادرين على لاحتواء، وأنه سيموت الكثير منهم ،وأجهزة التنفس يتم إختيار الشباب بدلاً من كبار السن الذين فنو حياتهم في خدمة بلدانهم ولكن ؟!تم التضحية بهم ليموتوا بأعداد كبيرة داخل أروقة المستشفيات والشوارع والأزقة وفي بيوتهم .
وعم الهلع بينهم مما جعل الكثير يأمّن نفسه بالتموين كما اختل الأمان وركض الناس على متاجر الأسلحة حماية لأنفسكم.
تلك دول التقدم بعكس ما حصل في المملكة العربية السعودية تم التعامل مع الوباء رغم خطورته بحكمة دون إرجاف فقد تم إيقاف الأنشطة بشكل تصاعدي طلاب ومعلمين وبعدها موظفين وتطبيق قانون عدم التجول الذي كان بشكل تدريجي بحسب المقتضيات وقد تزامن حملات إعلامية ضخمة لبث الأمان،وتهدئة المواطن بأن التموين يكفي الجميع وأن المريض سيحضى بالعلاج ومن يُشتبه به يتم عزله في مكان فاخر لا يشعرهُ بالوحده .

هذا وقد تحدث الملك حفظه الله بكلمة وجهها لشعبه عبر الإعلام المرئي مبيناً فيها أهمية الأمر وصعوبة المرحلة، مطمئناً الشعب بأن الدولة تقدم المواطن فوق كل اِعتبار وأمر بعلاج المواطن والمقيم والمخالف للأنظمة ممثلا بذلك الخُلق الإسلامي في الرحمة والمساواة ضارباً بعض الدول التي تندد عن حقوق الإنسان وتركته يواجه مصيره .ولم يكن حديثهم عن الحقوق إلا للتسويق الإعلامي فقط .

كما أن الدولة نزلت بكل ثقلها في ضبط الأسعار والضرب بيد من حديد لكل مخالفي الأنظمة حتى على المستوى الإعلامي الذي يقوده الأفراد عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ممن نوهت عنهم في بداية المقال الذين يقتاتون على الازمة .إعلامياً دون أن يدركوا العواقب .
فمنهم من يصور أرفف التموين الفارغة بغرض الإرجاف ومنهم من يقدم وصفات شعبية قد تكون خطرة في مزجها ببعضها لأن الناس اصابهم الهلع ويبحثون عن وقاية من طاعون العصر.

لتعلم أيها القارئ أن هناك أمور تناط للحكومة وكذلك أمور تستلزم عليك تنفيذها فالحكومة عملت كل ما يستوجب عملة بالتوازن الاقتصادي وبالتنازل عن حقها في العمل في أجهزتها خوفاً على سلامتك ووفرت التموين بكل اشكاله رغم صعوبة الأوضاع في الملاحة العالمية ونقل البضائع. ليتبقى الجزء الذي يخصك أن تتبع التعليمات بالبقاء في منزلك وعدم الخروج إلا للضرورة ،فالعالم كما نوهت يتداعى والدولة التي ستبقى هي من يكون بينها وبين مواطنيها تناغم في التلاحم وتطبيق كل ما يتم إصداره حتى تنجلي الغمة ولنستقي المعلومات عبر القنوات الرسمية والحسابات الخاصة بالجهات نفسها وليس رسائل وهمية يتم تناقلها عبر الافراد لأن هناك من يتحرك في هذه الازمة مستغلاً لحظات الذعر في بث الفوضى داخل الشارع وبين المواطنين .لنكن يداً بيد ضد طاعون العصر أياً كان منشأه وصاحبه ومن خلفه وأي غرض يخدم فإنه يتهوى عندما نتكاتف في وجهه.