"أمل للأزمات النفسية"

فاطمه عقيلي

 

 

تعد الصحة النفسية هي حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في مجتمعه المحلي وهي جزء لا يتجزأ من الصحة، وقد يواجه الأفراد العديد من الأزمات النفسية في حياتهم والتي يكون لها تأثير سلبي كبير على صحة الفرد النفسية، وقد تتضخم هذه الأزمات في حال تجاهلها وتجنب اتباع طريقة فعالة لعلاجها والتخلص منها.

غياب ثقافة الدعم النفسي
تحدثت د. أمل صالح الجهني أخصائية نفسية حاصلة على الماجستير في الصحة النفسية، مؤسسة
“جمعية أمل للأزمات النفسية “نهدف إلى خدمة جميع الأفراد المعرضين
للأزمات النفسية، حيث أننا نعلم أن الفرد سيؤثر على الأسرة وبالتالي سيؤثر على
المجتمع، فيكون دورنا مساعدة الأفراد على تخطي هذه الأزمات، وتقديم الخدمات النفسية لهم والدعم النفسي الذي يحتاجه طول العمر في كل مرحلة انتقالية في حياته، فالمجتمع غير مقتنع بثقافة العلاج النفسي، فتلك الثقافة مهمة وللأسف ما زالت غائبة في كثير من المجتمعات، نتطلع لتقديم نوعية من الخدمات تدعم الجانب الروحي من الشخصية قبل
كل شيء ونعزز صحته النفسية، حيث أننا “نعالج الروح وليس الجسد” فمن هنا نشأة فكرة الجمعية.

البناء أسهل من الترميم
وقالت: الطفولة أول مرحلة تحصل فيها الأزمات النفسية والمشكلات فيجب علاجها في وقتها بدل من تراكم المشكلات وتفاقم المشكلة “فالبناء أسهل من الترميم” فبالتالي كانت أول فئة تم استهدافها هم الأطفال حيث نأهلهم نفسيا وأسريا وتربويا وتعليميا في ظل الأسرة وبعدها نبدأ ندمجهم في المجتمع بصحة نفسية جيدة بعيدين عن التنمر بسبب أزماتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

الشباب ومواجهة الأزمات
ولفتت د. الجهني أن فئة الشباب عرضة للإصابة بالأزمات النفسية بسبب مشاكل الطفولة، مشاكل
الأسرة أو مشاكل المجتمع، ويجب علاجهم فور اكتشاف المشكلة لتدارك تفاقم أزماتهم ومشكلاتهم.

أنت تتنفس فأنت موجود
وتابعت: كبار السن فئة حساسة للغاية ويحتاجون عناية وألفة واهتمام فأغلب البرامج التي نقدمها تساعد على احتوائهم ودمجهم بالمجتمع ويكونوا أعضاء فعالين؛فدورهم لم ينته ولن ينتهي حيث نجعلهم يتخطون هذا الشعور، ونقدم له خدمات تجعله عضوا فعالا في المجتمع وعطاءه مستمر حيث أنه “طول ما فيه روح نحن موجودين”.

الأزمة النفسية والاضطراب النفسي
ووضحت د. الجهني الفرق بين الأزمات النفسية والاضطرابات النفسية: هناك اختلاف أوالتماس بين الأزمة النفسية والاضطراب النفسي فالأزمة النفسية هي بمثابة العرض المؤقت وينتهي في خضم الحياة مثل الأزمات: المالية، الشخصية، الاجتماعية، التعليمية، التربوية، أزمات نحلها ونعالجها قبل تفاقمها، فنحن نعتبر تربويين اجتماعيين.
أما الاضطراب النفسي فهو حالة مرضية يحتاج لعلاج دوائي، وهي بعيدة عن فكرة “جمعية أمل للازمات النفسية”، حيث أننا نسعى لعلاج الأزمات فقط.

استمرارية الدعم النفسي
وأكدت: نتميز في جمعيتنا أن دورنا مستمر من البداية للنهاية، حيث أننا حتى بعد العلاج النفسي نستمر بمد يد العون للأفراد فخروج المدمن من المستشفى وخوفه من العودة لها، هنا يكمن وجودنا حيث نمد له يد العون في مراكز العناية بهم، أو حالات عندها اضطراب نفسي تأخذ أدوية، لا تقف عند استخدام الدواء فقط، بل بالعكس نمد يدينا لمساعدتها في هذه الفترة وهذا هو دورنا “كجمعية أزمات نفسية”، ونبدأ معه مرحلة التعديلات السلوكية والفكرية وبالتالي نحن موجودون مستمرون معهم مدى الحياة بعد خروجهم وعلاجهم في المستشفيات النفسية.

الرفاهية النفسية
وأضافت: رؤيتنا المستقبلية
الوصول بجميع هذه الفئات إلى الصحة النفسية السوية من أجل التمتع بالرفاهية النفسية ولنحقق رؤية 2030 ونحن أصحاء فعاليين نستطيع بناء أنفسنا دون الاعتماد على الآخرين ونبدأ مشروعنا في الحياة بصحه، وبمعني آخر إصابة فرد بأزمة نفسية تؤثر عليه وتؤدي إلى تفاقم مشكلاته النفسية فهو سيصبح عالة على المجتمع ويصبح فردا راكدا غير منتج، ودورنا نتخطى هذه الأزمات ونجعلهم فعالين منتجين في المجتمع.

بناء الروح
واختتمت د. الجهني: الإنسان ينقسم لنصفين نصف جسد ونصف روح، المسار الصحي يهتم بالجسد وعلاجه، وبمجرد انتهاء فترة العلاج ينتهي دور الصحة، وأما مساعدة الجانب الروحي فهو دور جمعيتنا فما يصيب الروح من أذى نفسي أو أزمة نفسية من يأس – ضعف – عدم قدرة على تحمل مسؤولية وكثير من العوارض النفسية التي تصيب الروح وتؤثر عليها، نحن هنا نساعد الفرد من الداخل ونعيد نعش هذه الروح التي عصفت بها تلك الأزمات فلابد أن نبنيه من الداخل، فمهما كانت البنية الجسدية قوية والروح ضعيفة فسيذبل الجسد ، فالجسد ينتهي بخروج الروح.