بقلم أ. حسن حاوي ضمد الجعفري

شعبانُ أطلقَ للفؤادِ عنانا.
متشوِّقاً حتى يرى رمضَانا.
ربَّاهُ أكرِمنا بتوبةِ نادم.ٍ
حتى ننالَ الفضلَ والإِحْسَانا.
ونصافحَ النَّفحاتِ في شَهرِ العَطا.
ونَرى السُّرور يحفُّنا ألوانا.
وارفعْ مقاماً في المعالي دائِما.ً
حتى نلاقي الفوزَ والرِّضْوانا

ها هي الأيام تمضي سريعاً بزحمة همومها وتفاصيلها الصغيرة والكبيره التي لاتنقضي، قد نسعد وقد نحزن، وقد يأتي علينا الملل، وتُثقل كاهلنا الذنوب والخطايا، ويمر إيماننا بالغفلة وطول الأمل أحيانا، ونتزود من الخير احياناً أخرى، وما أن تقترب الأيام من شهر الرحمة والغفران ، شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن؛ وكرمه الله بكرمه وجعله من أفضل الشهور، ففيه ليلة هي خير من العمر كله ، بل إنها تعادل عبادة 83 عاماً ؛ شهر عظيم فيه تقال العثرات وتستجاب الدعوات وينادي المنادي ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر، حتى تمتلئ القلوب إيمانا، وتعلوا الهمم غبار الكسل والرقاد، ويتجدد الأمل في سمو الروح المنهكة بتقوية الإيمان بنسمات إيمانية طاهرة، فابواب الجنة التي أوشكت أن تفتح أبوابها ستنادي أين المشمرون لجنة عرضها السماوات والأرض ،

أخي الحبيب ..المتسابق في أي مجال كان حتى يوفق ويفوز بالمراكز العليا يحتاج إلى أن يضع له برنامجا مكتمل الجوانب حتى ينطلق وهو في أفضل جاهزية ولياقته، ونحن وإن كنا مطالبون بعبادة الله في كل وقت وحين، إلا أن موسم الطاعة والغفران يتطلب استعدادًا زائدًا، وهو اجتهاد في الطاعة، وزيادة تدريجية في قدر ونوع العبادة؛ ارمي بسهم في أبواب الخير، صدقة وصلة وإحسانا و ذكرا وصلاة وقراءة للقرآن ودعاءً وتفكرًا وقياماً وصلة للرحم وترك المعاصي وتوبة واستغفارا وإنابة ومحاسبة ..

وأخيرا .. إذا كانت أبواب الجنة تفتح في رمضان، فلنستعد لقدوم هذا الشهر الفضيل من الآن، حتى لا نجد صعوبة ومشقة وثقلا وتكاسلا عن العبادة فيه..فشهر رمضان فرصة قد لا تتكرر للفوز بالجنه والنجاة من النار فأعد للشهر عدته واستعن بالله واسأله التوفيق..

بارك الله، لي، ولكم، في ماتبقی من شعبان، وبلغني، واياكم، شهر رمضان ووفقنا للصيام والقيام.

بقلم أ. حسن حاوي ضمد الجعفر