مشاري الوسمي

قلوبٌ صغيرة ، تحمل بين طياتها أمنيات كبيرة ، وألسنة بريئة صادقة ، عيون ترى العالم من بعيد وكأنه كوكبٌ آخر ، تسمع صدى الأصوات ولا تلتفت ، فهي لا تعنيها .

عالمهم مختلف ، تحلق أذهانهم مع الألوان والنغمات الصاخبة ، رسموا أحلامهم فوق السحب ، مارسوا المرح فوق قوس الألوان المائل ، مفرداتهم عفوية ترسم البسمة على الشفاه الحزينة. أفكارهم تستحق التأمل ، طموحاتهم مستقبل الغد ، يخوضون مع عائلاتهم صراعات لا تنتهي؛ دون إدراك منهم لأسبابها ، أو حتى فهم حقيقي لما يدور حولهم ، هذه القلوب غضة ، لينة ، سهلة التشكيل والتلوين ، تحلم بالغد المضيء ، والطرق المفروشة بالورود .

في عالمهم كل شيء مختلف ، أفراحهم بسيطة ، وأمنياتهم بديهيات في عالم الكبار ، حياتهم كالسهل الممتنع ، أحيانًا يكون إرضاءهم عسير ، ومتطلباتهم جنونية ، ولكن يبقى وجودهم في حياتنا ممتع وبلسم لجراحنا الغائرة ، وبارقة أمل في الكهوف المظلمة . أصواتهم حياة ، حركاتهم سعادة ، هم الدرع الواقي عند تصدعات الأسر وتفككها ، فمن أجلهم نبقى ولأجلهم نرغب دوماً بالأفضل . هذه الأيادي الصغيرة هي السلام في الأرض، والبناء في المستقبل ، هي الرحمة داخل كل بيت ، والأنس لكل من حولهم .

غداً تنتهي الغمة ، تعم أصواتهم أرجاء الكون ، تتزين الحياة بألوان ملابسهم البراقة ، تزيح ضحكاتهم آلام الحرمان والانتظار . فالألفة ، و الحُبّ ، و السكينة ، كلها أجتمعت في عين طفلة .

دمتم بحب ، ودامت أنفاسهم في أحضانكم مطمئنة .