بقلم... أ/ عائشة سويد

كنت قد اقترحت في مقال سابق منذ مايقارب الأربع سنوات ونيف فكرة توزيع “، أجهزة آيباد “على الطلاب والطالبات تسلم لهم من الصف الأول إبتدائي وتكون على نوعين النوع الأول خاص بالمرحلة الإبتدائة ونوع آخر يسلم من الصف الأول المتوسط ليستمر حتى الصف الثالث الثانوي كعهدة في مقابل إيقاف توزيع الكتب المدرسية التي تُكلف الدولة المليارات ليكون مصيرها التمزيق أو الحرق في حال الإنتهاء منها فيعرضها للهدر الذي يثير الغيره على مايقدمه الوطن لتجد الكتب ملقية في ممرات المدرسة أو أمامها أو في الشوارع وما تقوم به الأسر من حرق أو إتلاف بطرق مختلفة ،
والآن أعود لأجد أن الفكرة تفرض نفسها علينا كحل كما فرضت علينا جائحة الكورونا في يوم وليلة التعلم عن بعد وكانت أبرز المشكلات التي واجهتنا مع الطلاب والطالبات هي عدم توفر الأجهزة التي تمكن الطلاب والطالبات من التعلم عن بعد ..
الميزانية التي تخصصها الدولة حفظها الله للتعليم عالية جداً، وبما أن الرؤية معتمة حول الجائحة وحول المستقبل بشكل عام ، لِمَ لايتم صرف أجهزة إلكترونية للطلاب والطالبات بدلاً عن تسليم الكتب ؟
والتي بدأت في الوصول إلى المدارس ، تحسباً لأي ظرف وإخلاء للمسؤولية واطمئناناً بأن كل طالب وطالبة لديه جهازه الخاص به ، التعلم عن بعد منح كلاً من المعلَم والطالب أكثر مما يمنحه التعليم المباشر ، فمن جانب الطالب/ة أكسبه شعوراً بالمسؤولية تجاه نفسه وأنه وحده المسؤول عن مستقبله ، كما أسهم في إثراء المعلومات لديهم وحبب إليهم البحث عن المعلومة وغير ذلك من الفوائد مع ملاحظة أن الأمور تمت بصورة مربكة ومفاجئة للجميع خاصة المدارس التي كانت من نصيب بوابة التعليم الموحدة ، قد لايكون ذلك تحقق لجميع الطلاب والطالبات ولنقل أنه تحقق بنسبة قد تتجاوز النصف بدرجات هذا مع الأخذ بالإعتبار أن هذه النسبة تحققت في ظروف مفاجئة لم تكن في الحسبان ولكن مع ذلك الغالبية استشعرت الإحساس بالمسؤولية حيث تجند الجميع سواء معلم أو طالب أو أسرة و ما أسعدنا الحضور القوي للأسرة التي حملت معنا همّ إيصال المعلومة مع أبنائها للوصول إلى نتائج إيجابية في حين كُنا نشتكي غالباً غيابها عن الميدان ، كل ماتحقق من نجاح في التعلم عن بعد في ظل ظروف الجائحة سيتحقق أجمل منه وأنفع في الظروف اليومية العادية بإذن الله ..