بقلم ..أمل حسن جلال

يقضي معظم الناس حياتهم في البحث عنها
والعلماء في السابق أحالوها للحظ فالمحظوظ هو السعيد لكن سقراط أكد أنه يمكن بالجهد البشري توفيرها ونحن من نصنعها وننشرها
من خلال العقل والتفكير والمنطق نستطيع جلب السعادة وهي فن اختيار المتع التي لا تضر الإنسان ولا تضر غيره
وتؤدي لنماء روحه وجسده

وفي الثلاثينات أصبحت السعادة تدرس في أكبر الجامعات فجامعة هارفت أصبحت تدرسها وتدرس كيفية العيش بالرضا عن الذات
وأقيمت مراكز لدراسة السعادة وتجري بحوثا حول العالم والأصل أن يكون الإنسان سعيدا لكن ظروف الحياة التي لا نستطيع التحكم فيها قد تؤثر على سعادتنا وأظهر العلم أن ممارسة الرياضة يرفع من معدل هرمون السعادة لمدة ١٢ ساعة وقضاء وقتا ممتعا مع الأسرة يضاعف هرمون السعادة ١٢ مرة
أما الشعور بالروحانية فيزيد قيمة لمعنى الحياة

يقول الحطيئة:

ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد

وكلما جعلنا مفهومها أشخاصا اُبتلينا فيهم لنعود ونعلم أن السعادة الحقة مع الله

إبراهيم عليه السلام دعا ربه أن يهب له غلاما زكيا فأمره بذبحه
إسماعيل عليه السلام دعا ربه أن يهب له غلاما وسماه الله يحيا فقتل أمامه

ولطالما بحثنا عن معنى السعادة مع أشخاص أحالوا حياتنا لجحيم فهي لا تُطلب بل تُصنع ونحن من نصنع قوالبها بأنفسنا ولأنفسنا وللآخرين

ألا بذكر الله تطمئن القلوب الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أرحنا بها يا بلال كل القلوب المنهكة شفاؤها ركعة بين يدي الله

القلب الذاكر المطمئن سعيد كالبيت العامر بالأحبة تجده مضاء وتكتنفه المسرات

أما القلب المعرض له معيشة ضنكا وقلبه كأنما يصعد في السماء كالبيت الخرب الذي لا حياة ولا راحة فيه
إذن نحن من نحدد عملية الرضا عن الذات بتوجيه تلك الذات لمكانها الصحيح ووجهتها المشرقة بنور الإيمان وعمارة القلب بالذكر حتى يفوح عبقه بين أوردتنا فتزهر الفرح
اصنعوا تلك الوصفة وأبدعوا في أشكالها وصورها إلا أن لها مذاقها الخالص الذي لا يشوبه حزن.