ليست المرة الأولى (الجزء الرابع والأخير )

بقلم.... روان محسن

انتهت إجازتي الأسبوعية لأعود لروتين الجامعة المُمل، وضجيج الفتيات الذي لا يستهويني المكوث فيه .

بدأت اتهندم لذهاب إلى الجامعة، ولكني استغرقت وقتًا طويلًا أمام المرآة لإخفاء تلك الآثار من جسدي، وبلا جدوى فلن أستطيع إخفاءها تمامًا، ولكني نوعًا ما استطعت التخفيف من حدتها فشكلها مُستفز لناظرين، وذهبت للجامعة على الفور لكوني تأخرت كثيرًا، فحاولت جاهدًا الابتعاد عن نظر والدتي، والانصياع للحضور على الفور لباب الجامعة. 

استوقفتني صديقتي … لتسائلني عن لوني الشاحب، وملامحي الباهتة الغريبة، فأجبتها أنني كُنت في نزهة خلال الإجازة الأسبوعية ولم أنم جيدًا، لم يكن جوابي مُقنعًا لفضولها، ولكن لم أترك لها أحقية الاستجواب أكثر. 

فذهبت للمحاضرة الأولى وأنا شاردة كُليًّا وأشعر أن شيئًا ما يمزق جسدي ألمًا، لكني لازلت متماسكة لأحافظ على ثباتي أمام الجميع، إلا بواحدة من الفتيات تسألني عن الكدمات التي بأصابعي، ولن أستطيع إيجابها. 

فما تلك الآثار التي جعلتني محط أنظار الجميع، فيداي وذراعي وساقي وعنقي لم يكن إخفاؤها أمرًا سهلًا، فانتهت المحاضرة وأنا لازلت لسُت هُنا لا أشعر أنني بالمكان الصحيح بالوقت الصحيح، حاولت استفزازي تهامزاتهم التي أتت بمردود عكسي علي وانصرفت على الفور 

ولم أكمل يومي الجامعي. 

وذهبت للبيت خلسة، ولم يكن بسعتي أن اهرب من عين والدتي التي تُلاحقني أينما ذهبت، وتساؤلاتها عن كل ما قد يمر بي ويحدث معي. 

صعدت لحجرتي المعزولة على الفور ووقفت انظر للمرآة عن تلك الآثار الشيطانية التي تتخلل جسدي، وصارت محط أنظار الجميع أدرك حقيقة تلك الآثار، ولكني أعجز عن مفهومها وترجمتها بلُغةً ما، او ليست لدي القدرة الكافية لاستيعابها .

أنا لم أرتكب أي خطاء سواء الكتابة، ولن تجديني نفعًا بعد أن بدأت أرسمك في قلبي ، أن أجسدك كشخص ماثل أمامي 

لابد من إغلاق المتنفس الوحيد لوجودك بعالمي، فأصبحت أمرًا استاء منه فقد جعلتني أمرًا يستهزىء به الجميع، لقد شوهتني بما فعلت تلك الليلة . 

من هذا المُنطلق قررت نارين أن تتخطى هذه العادة بالاختلاء معه ليلاً وتكتبه خفاء وتجسيده كشخص، بدلاً من أن يكون عبارة عن نصوص مُبهمة لابد من إغلاق تلك النافذة لتعود الحياة لطبيعتها من جديد .