بقلم.. سلطان مديش بجوي

من السهل أن تبني علاقة ومن السهل أن تجعل لها وهَج وحرارة، بداية قد تندفع بإظهار كل ما لديك من مشاعر صادقة، وأحاسيس جياشة، تفيض بها على من تحب فتغرقه في بحر من الحنان، والاطمئنان لدرجة التشبع ، حينها تبدأ تَدرِيجيًّا بدفع الثمن فهناك ثقة عمياء تملكت من اعتقد أنك موجود وإن ابتعدت فلن ترحل؛ لأنك أسير شخصه فقد سمع منك الكثير مما يطمئنه بأنك هنا، ولن تكون إلا هنا تحت نظره عند أول التفاته .

لا ننسى يا عزيزي أننا جميعًا بشر، ولنا جميعًا احتياجات ليست مادية محسوسة فحسب؛ بل عاطفية معنوية ينكمش لها القلب إذا أدبرت ويتمدد عند إقبالها .

اختصارات الردود علامة قوية من علامات التشبع العاطفي ، الإهمال عند السؤال ، تجاوز بعض رسائل الاطمئنان ، كلها إشارات قوية تدل على الدخول في مرحلة مزعجة من مراحل العلاقات العاطفية المبنية على أسس التبادل للمشاعر ، فمن ينتظرك بشغف يفترض أن تسلمه جميع جوارحك لحظة تواجده معك فلا يشعر منك إلا بما يستحق ، ولعل أدب الحديث هو من يشرح ما يجب شرحه في الاهتمام بعزيز على قلبك.

باختصار شديد إذا أردت المحافظة على من أحبك عامله بالمثل إن لم تحسن معاملته بما هو أكثر ، وليكن باب النقاش مفتوحًا فلا يوجد معرضٌ للأصفياء لنختارَ منهم في كل يوم صفي أو بين لحظة ولحظة نستبدل مخلصًا بآخر فلن يتوافر بالغد ما هو بين أيدينا الآن، ولتكن تبادل المشاعر بالمشاعر هي أساس صلاح العلاقات المبنية على أسس متينة بعيدة عن نتن المصالح المؤقتة، وجدولها الضيق الذي لن يتسع لمراكب المحبة الصادقة، والنية الصافية .