بقلم ..مريم حلل

إن شريحة الشباب هي الأكثر تأثراً بموجة التطرف والإرهاب التي أجتاحت العالم لأسباب عدة منها (الجهل بالدين ، والاستهانة بحرمة الدماء، وغياب احترام الأنظمة و ولاة الأمر والعلماء ، وضعف الحصانة) وأصبحت فئات منهم عرضة للإستهداف والتجنيد لغرض الزج بهم في بؤر الصراعات والتوترات والحروب ، وإن ظهور حواجز وهمية مصطنعة بين الشباب والعلماء ، وضعف دور الأسرة والعلاقات العائلية وتراجع دور مؤسسات التعليم والعلماء ، وتوفر بيئة جاذبة للفكر المتطرف في بعض المجتمعات ومع طفرة تقنيات الإتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي ، ومع سهولة تداول الفتاوئ المغشوشة كل ذلك أوقع بعض الشباب في براثن العنف والتطرف والإرهاب ..
أتسأل مادور المؤسسات التربوية (التعليمية والأسرة) وماذا قدمت وستقدم لشبابنا ؟؟!!
فلا يخفى على الجميع أن التعليم عملية إلزامية حيث إن الطالب يسعى إلى المدرسة بعكس الوسائل الاختيارية الأخرى التي تسعى إليه..
وقد ذهب بعض المتخصصين إلى أن الأمن يرتبط ارتباطاً وثيقاً وجوهرياً بالتعليم .
ولو تحدثنا عن الأسرة فهي النظام الاجتماعي الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببقية النظم السائدة في المجتمع كالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري وأي تغيِّر فمن الممكن أن يعكر صفو المجتمع وأنظمته .
ومن هنا لابد من تكامل الأدوار في مواجهة التحديات والصعوبات وصناعة المواطن الصالح ، وغرس المفاهيم الصحيحة في عقول الناشئة بما تشتمل عليه من حصانة فكرية ووعي أمني ، والحفاظ على المكونات والموروثات الثقافية الأصيلة ، وفي المقابل مواجهة التيارات الثقافية الوافدة والمشبوهة ، والإسهام في تهذيب السلوك القيمي ، والاهتمام بجميع أنسق التربية وأبعادها
سواء أكانت جسدية أم نفسية، عقلية فكرية أم دينية، إعلامية تقنية أم وطنية.
وجملة القول إن ترسيخ الأمن الفكري وبناء المناعة الفكرية يحقق للأمة أعظم ضرورات الحياة (الدين والنفس والعقل والمال والعرض ) التي لايمكن العيش دون المحافظة عليها .

الكاتبة/ مريم حلل مشرفة تربوية بتعليم جازان