بقلم... علي أحمد معشي

أجمل الأخلاق هي أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأجمل أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي الرحمة

كيف لا وهو الرحمة المهداة من ربه سبحانه وتعالى

أرسله رحمة للعالمين وهدىً للناس أجمعين، ومن يتتبع سيرته العطرة وخلاله العبقة يجد فيها أمثلة رائعة خلدها التاريخ لتكون نبراسًا ودستورًا لمن رام نموذج حياة كأرقى ما تكون الحياة، وصورة كأجمل ما يكون عليه الإنسان في تعامله مع بني جنسه ومع كل ما خلق الله من الكائنات والجمادات، ولن يجد العالم على مر الزمان نموذجاًا يحتذيه في جمال الخلق وحسن التعامل كالنموذج الراقي المتمثل في شخصية النبي الكريم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في خلقه العظيم الذي وصفه به الله تعالى في القرآن الكريم “وإنك لعلى خلق عظيم” ولا في رحمته بالإنسان وحرصه على هدايته ووقايته وبجميع الكائنات وحضه على الرحمة والرفق بها ومنع الظلم والاعتداء على أي منها تحت أي حجة أو ذريعة والتعامل معها وفق شريعة الله تعالى الحكيم العليم في تشريعاته وأحكامه.

فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام رؤوف رحيم بالمؤمنين لا يظلم عنده أحد ولا يتأخر عن نجدة المستنجد ولا عن إغاثة المستغيث يتفقد الجوعى والمحتاجين والمظلومين ويرحم الكبار والصغار ويتواضع مع العبيد والجواري ويتلطف مع غير المسلمين ويلين لهم من أجل دعوتهم إلى دين الله فيعفو عمن ظلمه وأساء إليه ويغفر لمن زلت به القدم وصدق في الندم، ويحفظ لأصحاب المقامات مقامهم ويرفع الوضعاء حتى يكونوا سادة محترمين، فها هو يمنح أبا سفيان سيد قريش مكانة عالية عند فتح مكة وها هو يرفع العبد بلالًا حتى يقول عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقولته الشهيرة “هذا سيدنا وأعتق سيدنا والخطاب موجه لأبي بكر ولبلال رضي الله عنهما.

وها هو يقول عليه الصلاة والسلام: في كل كبد رطبة أجرا وذلك حين سقى رجل كلبًا ضالًا وأنقذه من هلاك محقق، وأخبر عن امرأة عرضت نفسها لسخط ربها بسبب ظلم قطة صغيرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

إن نبيًا هذا خلقه وذلك منهجه لهو حقيق بالتقدير والاحترام من كل البشرية التي له الفضل عليها.

إن كل من يتطاول أو يحاول المساس ولو بكلمة أو وصف مسيء فإنه يتجاوز كل الخطوط الحمراء والحدود المشروعة والأعراف المتبعة وسيكون الجزاء من رب السماء فهو القائل سبحانه {إنا كفيناك المستهزئين} وهو وعد من الله بالتصدي لكل من تسول له نفسه الاستهزاء أو محاولة المساس بالنبي الكريم والرسول العظيم المصطفى من رب العالمين وياله من وعد كبير وياله من عقاب مستطير سينال أولئك الأقزام، نعم الأقزام في أخلاقهم، الضعفاء في نفوسهم وتفكيرهم، وسيعلمون أي منقلب ينقلبون وأي جزاء ينتظرون.

إن ما يقارب ملياري مسلم اليوم في كافة أصقاع الأرض غاضبون على من حاول الاستهزاء برسوم قذرة وهم على استعداد كامل للدفاع عن حبيبهم وقدوتهم ومعلمهم معلم الناس الخير ومرشد البشرية إلى الهدى والرشاد صلى الله عليه وسلم، وكلهم مستعد للتضحية بكل شيء فداء لنبي الرحمة والخلق العظيم، وليعلم المسلمون اليوم أن النبي الكريم صاحب رسالة النور والهداية يريد منهم أن يكون الرد على الجهلة والسفهاء بتمثل هديه وصراطه المستقيم وخلقه القويم وأسلوبه الرباني الجليل في هداية الناس وكسب قلوبهم لإنقاذهم من ظلام الجهل والكفر إلى نور الإسلام و سبيل العلم والإيمان وليس بالشتم والسب ولا بالتخريب والاعتداء على الآمنين ولا بقتل المسالمين، فالإسلام دين السلام والأمان والرحمة والأخلاق وهو داعٍ ذاتيٍ لنفسه يتغلغل جماله في القلوب وتخالط بشاشته النفوس، وحينما يتمثل المسلمون أخلاق دينهم وهدي نبيهم فهم بذلك يلجمون كل الأفواه المعتدية ويخرسون كل الألسن النابية ويكسبون رضا الله تعالى ورضى نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.