بقلم.... مي الدوسري

عبثاً نصرخ بوجه الإساءة فمن التجاوزات ماليس له حل إلا البتر الذي نخافه بطبيعتنا البشرية، نخاف أن نندم فنحاول لملمة الشتات الذي تبعثر جراء إساءتهم ، إنها قمة السذاجة أن تحاول جمع الزجاج بعد تكسيرة وجرح أنفسنا بحطامه ، وكلما تأخرت في البتر كلما أحكموا سوط الجلاد بشدة ، حتى تصل لمرحلة الضحك من شدة الألم ،أو ليس شر البليةِ ما يضحك ؟! وما أن ترمم جهةٍ قد تبعثرت حتى يهتز الركن الآخر فتضطر للإمساك به محاولاً بيديك ألا يسقط ولكن هيهات أن تمسكه بيدين تنزف دماً ! فتصرخ من ألم الحسرة ، وتذرف الكثير من الدموع التي قد أقسمت سابقاً أنها آخر الأحزان ولكن كيف تتوقف دموعك وأنت تحاول لملمة أشلاءٍ قد تهشمت وأصبحت غير قابله للعودة ؟! أنهم ينظرون إليك ويعلمون جيداً بكل تفاصيل ألمك الذي سببوه لك عمداً بل مع سبق الإصرار والترصد ! بل قد أدمنوا على تعذيبك ووضعوك بقائمة الأغبياء ، هم لن يتخلصو منك ببساطة ! حتى يستنزفون آخر قطرةٍ من دمك ، فلما تنتظرهم حتى يقضون عليك ؟! لما حتى الآن مازلت تخدع نفسك بتفاؤلك الساذج ؟! من قال أن التفاؤل دائماً جميل ؟! فقد يكون أحياناً كمخدر لألمٍ أنت تعلم جيداً أنه لن يُشفى فهو ذو علةٍ منذ سنوات وكأنه أشبه بمرضٍ خبيث قد دمر صحتك شيئاً فشيئاً وسيزداد ألمك طالما أنك تغمض عينيك عن الحقيقة ، أما زلت تنتظر حتى يُقضى عليك ؟! واجه واقعك ، وتعلم أن لاتبكي على الأشياء التي يمكن استبدالها ،وقرر ولا تخشى و أعتني بقلبك جيداً حتى يعتني بك إذا هرمت .