بقلم... طالب الطب /أحمد بن محمد علي حكمي

  منذ زمن طويل تتردد على مسامعنا أسطوانة حضارة الغرب وتطوره وقدرته وإمكاناته وحيازته كثيرا من التمجيد والمدح على التطور العظيم غير المسبوق، وفي نفس الوقت كان هناك تعتيم لدور بلداننا بل ووصفها بالتخلف والرجعية، وكل ما كنا نسمعه كان نظريا؛ فلم توضع أيًّا من تلك الدول على محك حقيقي إلى أن شاء الله واجتاح هذا الوباء العالم أجمعه، غنيه وفقيره، وظهر ما لم يكن في الحسبان، حيث تخلت دول التطور والحضارة نظريا عن شعوبها، وبدأت لعبة المصالح تطغى على منطقها، وخرج قادة تلك الدول يحذرون وينذرون من شر قد اقترب، ويعلنون عجزهم وعدم استطاعتهم مواجهته، بل وبالتخويف بالمصير الحتمي لفقد الأحبة والذي لا مفر منه.

فشل ذريع في احتواء الأزمة، وتنصل ظاهر من القيام بالمسؤوليات، وخيبة أمل طغت على تلك الشعوب المخدوعة بوهم وسراب الحضارة المكذوبة.

    إنه كورونا ذلك الفيروس الضئيل الذي عرّى تلك الحكومات، وكشف بريقها الزائف وعجزها المخيب للآمال. 

وبالمقابل ظهرت من خلال كلمة خادم الحرمين الشريفين مشاعر الحرص والاهتمام عندما خاطب شعبه وبكل صراحة بأن المرحلة صعبة ومع ذلك سنهتم بصحتك أيها الإنسان مواطنا أو مقيما وكأنه يقول -حفظه الله- : افرح يا شعبي العزيز ولا ترتاب، فسنسخر كل إمكاناتنا لصحتك وأمنك وكرامتك.

وبالفعل شهدت الأيام والوقائع بما قاله -حفظه الله-؛ حيث قدم مليارات الريالات دعما لوزارة الصحة، ومنح العلاج المجاني لكل من يعيش على أرض العزة والكرامة مواطنا كان أم مقيما أو حتى مخالفا للإقامة دون أي ملاحقات قانونية في لفتة إنسانية قل نظيرها. 

لم يحسب -حفظه الله- للمال في مقابل صحة وغذاء وأمن المواطن أي حساب، بل دعم كل المتضررين من موظفين وعاملين ومحتاجين، ولم يكن هذا الدعم داخليا، بل وطال هذا العطاء والكرم أبناء الوطن في الخارج حيث كلف السفارات بتقديم الدعم المادي والسكني والمعيشي، وحتى العودة لأرض الوطن بطائرات تحملت الدولة جميع نفقاتها، مما جعل كثير من الرعايا الغربيين المنتمين لتلك الدول المخملية يشيدون بالإجراءات والمعونات المقدمة، وفضلوا البقاء في وطننا المعطاء، بل وسمعت الكثير ممن يتمنى لو أنه يحمل جنسية بلدنا الكريم.

بعد هذا المشهد هل عرفتم قيمة وطنكم وقيادتكم يامن تحاولون أن تقللوا من شأن بلدكم وقيادتكم؟! هل انقشعت الغشاوة عن عيونكم وقلوبكم وعدتم إلى صوابكم وعقولكم ورأيتم بأم أعينكم وفي وقت الشدة التي هي المحك الحقيقي بأنه ليس لكم إلا وطنكم وقيادتكم الحكيمة التي قدمت مصالحكم وضربت بالحسابات الأخرى عرض الحائط في حين عجزت الدول العظمى وأعلنت إفلاسها؟! ألا تستحق هذه الدولة أعظم الألقاب وأن نكون سدا منيعا وحصنا قويا لكل حاقد ومعتد يفكر في الإساءة لبلدنا وقيادتنا ولو همسا؟!

هنيئا لنا بوطننا العظيم وقيادتنا الكريمة الوفية التي قدمت درسا للعالم أجمع كيف تدار الأزمات، وبأن التطور والحضارة ليست في التطور الصناعي والمالي والشعارات بعيدا عن التطور الأخلاقي، بل هي إلى جانب ذلك تطور في الإنسانية والحفاظ على سلامة وصحة وكرامة الإنسان أولا.

حمى الله وطننا وشعبنا والبشرية جمعاء من كل شر.