بقلم.... مناور بن منور السحيمي

كثيرًا مانسمعُ بِقصة ذلك الشخص الذي كسر شِدادَ راحِلتهُ قبل أن يصطاد الأرنبة التي رآها نائمة فلما همَ باصطيادها هربت ولم يستطع أن يصطادها فخسر الأرنب وخسِر شدادَ راحلته. 

نستنتج من هذه القصة كثيرًا من أمور الحياة التي لابد لك أن تعي بها قبل أن تَهِمَ على فِعلها لكي لا تقع بعقباتِها وتنصدِم بأحداثِها وتخسرُ كُل ما تعِبتَ عليه تخسر جُهدك الذي بذلت تخسرُ أحلامك التي بنيت وربما تخسرُ من هُم قريبين منك بسبب تصرفاتك التي لم تُدركها كُل ذلك لأنك ركزت التفكير على أمرًا لم يكُن بين يديك ولم تملكه ولكن ستستفيق بعد أن تحصل عليه وتملأ عينك منه وتكتفي منه وتعرف بأنهُ لم يكُن الشي الذي من الممكن أن تخسر كُل شيً من أجل الحصول عليه لم يكُن الشي الذي نسيت كُل ما تستمتع به بين يديك وركزت عليه فقط وبنيت أفكارك وربطت سعادتك بِه وأنك لم تسعد إلا بالحصول عليه أوهمت نفسك بذلك الشي وأفقدت نفسك سعادتك بكل شي تُعايشهُ بين يديك فكرت بالمفقود وحرمت نفسك مُتعة الموجود وهذا ما يحصل مع أغلب البشر وهو نتائج أفكارهم الواهمة التي تُنسيهم وتُفقدهم لذة الاستمتاع بالموجود بحثًا عن المفقود كالذي ينسى ٩٩ نعمة أنعم الله عليه بها باحثا عن نعمةٍ واحدة يفقدها ومن المحتمل ألا يحصل عليها فيخسر جُهده وسعادته وعدم استثماره لأفكاره وكُل شي جميل يتمتعُ بِه بين يديه بحثًا عن ما يفقده وحينما يحصل عليه ربما يكون قد فقد الكثير مما كان يمتلكهُ.

 فهُنا ربما ذهبت كثير من الأشياء التي كانت بين يديه فحينها لا ينفع الندم على إرجاعُها ولا الاستمتاعُ بِها كما كان في السابق فيكون حصل على المفقود وخسر الموجود . 

عليك أن تعي وتُدرك وتُراعي نفسك ومن حولك وتُراجع أفكارك وتستثمرها بما يُفيدك دون أن تخسر شي من النعم التي أنعم الله عليك بها وتشكرهُ سبحانه وتعالى عليها (( ولئن شكرتم لازيدنكم ))