بقلم... بركية الرحماني

تعصف أمواج الحياة بنا فتارة تلقينا على شواطِئ النجاة وتارة أخرى تهوي بنا في بحر الغرق، كل ذات بشرية لا تخلو من ألم، حزن، ضياع، فَقَدْ، خوف، وضغوطات وهذا بالطبع هو سجية البشر لكن ما الذي يجعلنا نتأقلم مع أوضاعنا وننخرط طوعًا لظروفنا؟
إن الله سبحانه طوَّق المؤمنين بالصبر وحثهم على التشبث به وأكد لهم أنه معهم في قوله تعالى: ( إن الله مع الصابرين ) فلنصبر ونحتسب وأن نواجه صدمات هذه الحياة بدعامات قوية تثبت أطرافنا المهتزة وتوازن ارتباكاتنا المخيفة وتُهدِئ من روعنا، ليس التذمر والتجزع والتسخط حلًا أمثلًا لما نواجه من صعوبات فإن ذلك كله لن يجدي شيئًا، نعلم جيداً أن الأذى والحزن لم يسلم منه أزكى البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ولا الأنبياء من قبله، فبالطبع كلنا معرضون لذلك ما دامت هذه الأرض ليست جنة وإنما دار فانية،، قال تعالى: ” لقد خلقنا الإنسان في كَبَد ” أي مشقة وتعب.
لعل هذه الآية كفيلة بأن توضح لنا حقيقة الحياة فعلينا التكيف والرضا بحكم الله وقضائه، علينا بالصبر والتجلد والغلبة والفوز بتحقيق الطموحات وتجاوز العقبات أيًّا كانت فلعلَّ لنا في الصبر ضماد للروح .