هلال العيسى

الإرث موضوع يطول الحديث به فهو أمر حتمي على كل فرد من أفراد المجتمع أن يطبقه على نفسه وأهله ، حيثُ أوضحت لصحيفة ” سعودبوست” الأستاذة/أنوار علي الرصاصي تخصص بكالوريوس لغة عربية ‘ دبلوم إعلام رقمي” كاتبة لبعض المواضيع التي تهم المجتمع ‘ وتساهم ببناء الفرد، فيما يخص المجتمع وواقعي يحدث بين الفترة والأخرى وهو الورث، فانطلقت من كتاب الله تعالى ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ : [النساء 11]

أضافت : فجميعنا نعرِف أن الإرث هو أحد فروع الفِقه في الإسلام ويعرّف الإرث في معاجم وقواميس العرب : – معجم الغني :ورث (ترك ميراث لأبنائه) – أما في معجم الرائد : (تركة الميت جمع مواريث).

وأشارت : فكما نشاهد اجتمع العرب على تعريفه بأنه : حق قابل للتقسيم يثبت لمستحقه بعد موت مالكه لقرابة بينهما من رحمة الله وإحسانه بعباده ولصد الكثير من الخصام وانقطاع الأرحام أنزل آيات في القرآن الحكيم تخبرنا بكيفية تقسيم الميراث وأكثر صورة تتحدث عن الإرث في القرآن هي صورة النساء ويخبرنا الله في كيفية تقسيم الإرث بحسب ديننا السمح وما اختلفنا فيه فهنالِك أحاديث نبويّة وأحكام وشرائع توضحها لنا .

وقالت : يُستحسن في ذلك عدم التأخر في تقسيم الميراث، قال ابن حسن الظاهري ((أن الله تعالى أوجب الميراث فيما يخلفه الإنسان بعد موته من مال لافيما ليس بمال، وأما الحقوق فلايورث منها إلا ما كان تابعًا للمال، أو في معنى المال مثل حقوق الارتفاق والتعلي، وحق البقاء في الأرض المحتركة للبناء ))، موضحة نفهم في هذا بغض النظر عن الاختلافات اليسيرة بين الفقهاء في مفهوم التركة، بأنها هي حقوق أربعة متعلقة بالتركة وهي ليست بمنزلة واحدة ..
فالحق الأول من حيث التريب والقوة هو :تكفين الميت.
والحق الثاني : قضاء ديونه.
والحق الثالث :تنفيذ وصيته .
والحق الرابع :تقسيم ما تبقى من ماله على الورثة .

فالتأخير في توزيع التركة على الورثة يؤدي إلى مشاحنات وقطع للأرحام، ولن يرتاح الميت بهذا فكرامةً له عدم التاخر في ذلك، أضف إلى هذا فالورثة ليسوا بمستوى واحد من المعيشة فمنهم الغني، ومنهم الفقير المحتاج، ومنهم من عليه الديون المتراكمة، فيطالبوا بالورث ويأبى كبيرهم بذلك لحجة عدم الاستعجال فهذا ذكرى أباهم أو أمهم لهم، ونسي أن ذلك يعد ظلمًا وإثم، وفضلا عن هذا فإن عليه دفع الزكاة السنوية للورث إذا لم يقسمه، فإن كان في الورث عمارة وكان الأخ الأكبر مانع للتقسيم فقد يدخل الشك في قلب إخوته وأخواته لعدم علمهم بتحصيلة العمارة السنوية؛ ماينتج من ذلك البغض والكراهية في قلب الإخوة، وقد يتوفى أحد الورثة الشرعيين فيطالبون بالورث أبنائه ويمتنع عن ذلك كبير الورثة فتنقطع الأرحام وقطع الأرحام ليس بالأمر الهين قال تعال : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [سورة محمد: 22]فتتوارث الأجيال البغض والكراهية لشيء دنيوي وقد يعتدون على أموال وأنفس بعضهم البعض.لذلك يجب توزيع الإرث بعد وفاة المورث وعدم التأخر في هذا . 

وقالت : وإن كانت هنالك خلافات في التوزيع فيُستحسن حلّها باكرًا لعدم تفاقم الأمر بعد ذلك فهنالك بعض الآباء والكبار لمعرفتهم بمشاكل وتفاقم الأمور وحفاظًا على صلة الأرحام بعد وفاتهم واحتياطًا يقسمون الميراث خلال حياتهم ليرتاحوا بعد ذلك من عناء التفكير وليرتاحوا في قبورهم، لأننا نرى للأسف بعض أفراد المجتمع من يشتكي على إخوته وأبناء عمومته وأقاربه من أجل قطعة أرض أو منزل أو أمور دنيويّة أخرى .

مؤكدة : فالعائلة هي جيش الفرد، إن فقد عائلته عاش وحيدًا مهما كان له من الأصدقاء فيُحسّ بغربته وهو في منزله وبلدته فاعفوا واصفحوا لأجل بقاء المودة بين أفراد العائلة قال تعال : {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران :133]