بقلم.. نورة آل بشير

هي فتاة من أسرة فقيرة منذ أن كبرت وأصبحت فتاة من عمر الزهور وهي تساعد والدها في أمور احتياجاتهم كانت هذه الفتاة الوحيدة التي تقوم بمساعدة والدها مع أن لديها إخوة وأخوات كثر ظلت تعمل خارج المنزل بشكل متواصل لتجلب لهم الطعام والملبس والمأوى تعمل ليل نهار لكيلا ترى عائلتها في حزن وألم الفقر ظلت هذه الفتاة منهمكة في العمل سنوات عديدة هذه الفتاة

عانت المشاق وتعب العمل والسنوات الطويلة ظلت صابرة على العمل المتواصل

الفتاة تحلم بعيش هانئ وتحلم بالعيش كباقي الفتيات لكن رغم الضغوطات المتراكمة عليها إلا أنها صابرة ومتحملة وصامدة على أمل أن حالها وحال أسرتها يتغير  

 تتصف بثاقفتها وفطنة عقلها وبعزة نفس قوية كرامتها تفوق عنان السماء حنونة وعفوية لأبعد الحدود لا تعرف الحقد حتى وإن جرحت لا تحقد فقط تسامح وتمضي حبها لمساعدة من حولها تساعد القريب والبعيد على قدر استطاعتها يحبونها أسرتها كثيرا هذه الفتاة على كثر عطائها لا تريد من الدنيا شئ لأنها موقنة أنها مدخرا لها في الآخرة ومرت الأيام والسنوات والفتاة على هذا الحال راضية بما كتب الله عليها متمسكة بحدود لله لا تعرف سوى العمل فقط لا تذهب إلى الحفلات ولا تلهو مع الفتيات القريبات حتى أنها حذفت من الذكريات والعلاقات الاجتماعية لأن الظروف التي يعانون منها أسرتها كانت أهم أولوياتها

 كانت تحاول تغيير حال أسرتها وفجأة تعثر والدها وإخوتها في مشكلة م؟ فحترق قلبها على ذلك تريد أن تساعدهم ولكن لا تستطيع بحثت عن حلول ولكن المشكلة أكبر منها لم تستطع إيجاد حل فحاولت أن توصل شكوتها للحاكم ولكن هي لا تعرف هل وصلت شكوتها أم لا لأنها من الطبقة الفقيرة ولكن في مكنون نفسها أن الله سيجعل الفرج لها وبسرعة قام بعض الأشخاص يريدون المساعدة والاستفسار حول حالتهم كانت هذه الفتاه ترد عليهم وتتحدث معهم حول قضية والدها ولكن هنا الصدمة! تفاجأت بكذبهم وبعضهم كانت لديهم نوايا سيئة ولأن الفتاة ذكية اكتشفت ذلك وأغلقت الباب وسحقتهم بكلماتها الحادة وفي نفس الوقت كان هناك شخص أيضا يريد المساعدة كانت كلماته راقية ومهذبة وأنيقة وطيبة لم يكن مثلهم كان يحاول مساعدتي دون أن يعرف من أنا ومن عائلتي يريد أن يفعل الخير ويمضي كنت أتحدث معه وأشكو له ما حصل لي ولأسرتي دون تردد مرت الأيام وأنا أشكو له وهو يسمع ويرد بقليل من الكلام المختصر المفيد حتى عرف كل ما حصل لي منذ الطفولة إلى آخر الأحداث هنا تغيرت الأحداث! كانت الفتاة مثل الطفلة التي تفتح عينيها وتجد أمها تحتويها كانت تستغرب لماذا هذا الشخص استمع إليه! وهو يستمع إلي! فقط كانت تردد هذا الرجل ذو القلب الرحيم هادئ جدا يقول عذب الكلام صوته مليئ بالدفء راقي جدا في أسلوبه وعفوي ويتميز بالصدق ومع كثرة حديثهم المتواصل مرت الأيام وهذا الشخص قام بالبوح لها بقصة حزنه ومعاناته يحكي لها أنه حرم من حب حبيبته وأنه محروم من الحب في حياته وأنه يبحث عن ذاته وأن حبيبته تزوجت من غيره وما زال يتذوق مرارة الحزن في حلقه كانت الفتاة تسمع وتشفق عليه وتدعي له بجبر كسره ولكن؟ بدأت الفتاة بالإعجاب به لأنها وجدت الصفات التي تحبها في هذا الشخص ومع استمراره لسرده ومعاناته لقصته المؤلمة إلا أن الفتاة لم تحزن على نفسها لأنه من المستحيل أن يحبها وأنها لن تجد مثيل له كيف يحبها وقلبه معلق بتلك الفتاة إلا أن الفتاة لم تحبه حب عشيق وعشيقة بل أحبته حبا طاهرا نقيا صادقا لم تعرف الحب من قبل ولم تفكر فيه أبدا حبه تسلل إلى قلبها مثل أفعى الأناكوندا التف حول غزال وعصر عظامها حتى قتلت! ولكن مع ذلك الفتاة كانت تحافظ على حدودها معه لأنه رجل غريب ولم تقم بالبوح له مع استمرار الأحداث المتتالية كانت الفتاة تتحدث له وهو يرد بتأنٍ ومرت الأيام على هذا الحال وعاد يتحدث عن حبيبته ولكن! آخر كلامه عن حبيبته أنها تزوجت وأنه من سابع المستحيلات أنه إذا انفصلت عن زوجها أو تغيرت أحوالها لن تكون له زوجة أبدا كان يخبرها والفتاة بدأت الاستغراب هل الحب يتغير ويتحول ومن قال لها؟ القلب! وقال لها أيضا أن البعد يولد الجفاء افترقنا منذ سنوات عديدة وأنا لم أعد أفكر فيها كزوجة أبدا قالت الفتاة إذا كان البعد يولد الجفاء هل إذا افترقت مع من أحبه سننسى بعضنا الفتاة تفكر تقول هل الحب الحقيقي الطاهر مع الجفاء والبعد سيزول! قالت الفتاة هذا هراء ومستحيل أن الحب الحقيقي يتلاشى مع البعد حينها فكرت الفتاة بما في داخله كيف يفكر هذا الرجل لماذا يتغير كانت الفتاة مندهشة من هذا الكلام الأخير عن حبيبته لماذا؟ هل أنا لا أعرف الحب أم أنا غبية أم لأنني لم أنظر للحياة بهذا العمق! قامت الفتاة بسؤاله لماذا تفعل هكذا مع من أحببتها! حتى إذا شاءت الأقدار 

أن تعود إليك أنت لا تريدها! رد عليها وقال لها أنها لمسها رجل آخر وأنا كرامتي لا تسمح لي أن أكون الثاني! عرفت الفتاة أن كرامة الإنسان تفوق الحب؟ همست الفتاة في نفسها وقالت جبر الله كسرك وحزنك وقالت بعض البشر عزتهم وكرامتهم تفوق كل شيء والفتاة والآن الفتاة أيضا لديها نفس الصفات التي يحملها ذلك الرجل ومع هذه الأحداث ظلت الفتاة منشغله مع والدها تارة تفكر فيه وتارة تقول ياليتني أجد رجلا مثله يحملني إلى أعمق المحيطات ويذهب بي في أعماقه ويغسل قلبي وجسدي بكلماته التي تشبه قطرات المطر الباردة التي تتساقط على عيني وشفتاي وتذهب ظمئي هذه الفتاة لم تحس هذا الشعور من قبل وكانت الفتاة كلما تحدثت إليه قال لها أهلا أيتها الأميرة مرحبا أيتها الأميرة تفضلي أيتها الأميرة! كانت الفتاه تقول أنا أميرة!

يتبع..