بقلم /مريم إبراهيم (أم حور)

لماذا؟! 

هذة الفترة “يزورني هذا الشعوُر:

حينَ أذهب للجلوس على كرسي المكتب وأمسك قلمي وأحتضن أوراقي بشغف، وأريد أن أكتب حروُفا بنيتها في تفكيري واخترت لها رونقا خاصا لها، تعمقت في تأليفها وهمست بها في أوراق قلبي، سطرت كل ألوان الهجاء ورسمت كل أشكال السطور، اسميتها وحفظتها ولحنتها ونمقتها بكل حُب، 

مسكت زمام القلم بقوة وأريد ترتيبها في الأوراق 

فجأة! 

بدون سابق إنذار تتطاير كل الأحرف شاردة من عالمي لا أجد لها بقايا، يتلخبط كل تفكيري، يتكهرب كل مافيني، أحاول جاهدة الإمساك في كلمة أو كلمتين أو حتى على الأقل حرف أو حرفين، لا يبقى أثرا لها في فكري وحسي وكياني، 

يا أيها الإحساس:

إنني متعبة كثيرا لماذا هذه الفترة تركتني الحروف؟ وتوقف قلمي على الحنان الذي أحسه معه حين تنزف مشاعري حبرا به، 

يا أيها الإحساس:

تساؤلات عدة على طاولة المكتب، حيرة وألم وتعب وتعبيرا قاصرا، استفهامات مُرة جدا، أحارب مشاعر الكاتب في داخلي وألملم كل سطور الورق ويهطل المطر من عيناي ألما وخوفا على كل الأوراق ويسيل قطر الحبر مختلطا بدموع عيني التي تنهار وصراخ صوتي وغصة في حنجرتي تكاد أن تقتلني، 

يا أيها الإحساس:

إنني أعيش في تجربة صعبة جدا تراودني كل وقتٍ وحين،

أين قلمي الحُر؟ أين حروفي القوية التي تكونُ لي سلاحا؟، ..