بقلم /صالح جراد الشهري

بصوت يلامس الروح وبكلمات مهندس الكلمة تغنّى محمد عبده بواحدة من أجمل الروائع التي أنتجتها الأعمال الوطنية في تاريخ الأغنية السعودية والخليجية 

.

كأن البدر كان يكتب التاريخ ويوجز الملحمة في حكاية عظيمة متجذّرة ..

واليوم ونحن نعيد سماع فنان العرب وهو يغني (فوق هام السحب) ومع مرورنا باليوم اليوم الواحد والتسعون لتوحيد المملكة العربية السعودية -على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله الملك /عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -نستذكر تلك الملحمة التاريخية التي صاغها هذا البطل ليصنع تاريخ أمة ويزرع بهمته الصحراء أملا ويوحد القبائل والشعوب المتناحرة ليشكل أعظم وحدة عرفها التاريخ الحديث.

(يستاهلك) من احتكم إلى الكتاب والسنه واتخذها دستورا ثابتا في عهده ورحل ليسلم زمام الأمور للقادة الذين نشؤوا في بيت الملك والبطولة.

واليوم وبعد 91 عاما من توحيد البلاد والقلوب وإنسان هذه الأرض شاهد العصر على القفزات الهائلة التي لم تكن لتتحقق لولا حكمة الملوك الذين عقدوا العزم على السير بهذه البلاد نحو ما تستحقه .. 91 عاما ونحن نرى وطننا الكريم يرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية. ويقدم أنموذجا للعالم أجمع وللتاريخ في تجربة تنموية فريدة كان الإنسان محورها وأهم مرتكزاتها حتى أصبحت علاقته بالأرض أكبر من مجرد الحب الساكن إلى حب يترجمه العمل.

فبعد أن توحدت البلاد وجد الإنسان نفسه في وطن وانطلق ليصنع في ظل الإمكانات الصعبة وشح الموارد نهضة تسير بخطا ثابتة يدفعها الحب والولاء قبل التخطيط والاستراتيجيات.

نهضة تنموية شاملة وعظيمة كان الإنسان هدفا فكان لها أكثر وفاءً في ظل قيادة عادلة ووطن يتقدم ويسابق الزمن.

مشاريع جبارة ورؤى ثابتة وطاقات عظيمة صنعت أجيالا متعاقبة كانت سواعد عظيمة حتى وصلت إلى ما نحن فيه اليوم من أفكار ورؤى يقودها شعب ويشرف عليها ملك ويديرها ولي عهد قاد مرحلة الإصلاح والتطور يرى في همة شعبه ما يشبه طويق وينطلق برؤية طموحة وتنمية شاملة لكل مناحي الحياة.

إن ما نشهده من تلاحم عظيم بين الشعب والقيادة في ظل كل تلك الصراعات التي تعصف بالعالم لهي قصة عظيمة تستحق الدراسة والتمعن. ولعلها بدأت من ولاء رفاق المؤسس حتى التوحيد وستمتد فينا مع قادتنا حتى الفناء.

كل عام والقيادة والشعب وهذه البلاد بخير وإلى خير . وحفظ الله جنود البلاد وشافى مصابهم ورحم شهيدهم ..

أخيرا : 

يقول البدر/ 

من على الرمضاء مشى حافي القدم يستاهلك

ومن سقى غرسك عرق دمع و دم يستاهلك

ومن رعى صحرا الضما إبل و غنم يستاهلك

حنا هلك يا دارنا برد و هجير

حنا هلك يا دارنا و خيرك كثير

من دعى لله وبشرعه حكم يستاهلك

ومن رفع راسك على كل الأمم يستاهلك

ومن ثنى بالسيف دونك و القلم يستاهلك

نستاهلك يا دارنا حنا هلك

أنت سواد عيوننا شعب وملك..