بقلم /د. نجوى محمد الصاوي

للأسف أصبحت نوافذ التواصل الاجتماعي هدفا وحلما لتحقيق الشهرة الزائفة عبر قوالب المحتوى السخيف مايجعل العنوان العريض لهذه المسالك هو  “الانحلال الأخلاقي”،ونشر الأخبار الملفقة والمواضيع السطحية التي تلفت طيفاً لابأس به من المتابعين الباحثين عن الجدل المسموم وتتبع عورات الآخرين وتصعيد الوسوم إرضاءً لشهوة الشتم والسباب وسداً لفراغ يومهم.

فهدف مفتعلو الجدل من هؤلاء المشاهير مرده الربح المادي والشهرة ذات البريق المخادع،ويلاحظ أن هؤلاء يبرزون في هذه المواقع التواصلية ثم سرعان ما يذوبون وتطويهم الصفحات وهذا يثبت ضعف الأرضية التي يقفون عليها ويدل بجلاء زيف اللامعين في ميادين السخافات.

فمهما حوّلتهم الجماهير المخدوعة إلى قدوات ونجوماً ومن شخصيات معقدة تبحث عن الذات وعلاج الأمراض الاجتماعية سيعودون لأصلهم الأول وهذه سنن وقواعد تعلمناها من الأيام،فالمشهور على لاشيء سيعود لاشيء مثلما ظهر على قولت المثل الشعبي “عنز وإن طارت”.

 

عتبي على “السناب شات” كبير وهو عتاب المحب الذي يتصفحه باحثاً عن محتواً يرتقي بذائقته المعرفية والفهمية فعلاقتي بهذا الموقع علاقة الصديق الذي من فرط حرصه على صديقه آثر إخباره بمثالبه التقنية فهو متورطاً بالجرم المشهود بتصعيد بعض مايسمون مشاهير وتنميقهم وزخرفت ظهورهم ،فهو لايفرض قيوداً ولايرسم حدوداً لأحد،فالضيوف في ساحته لم يصبحوا في حكم المستضيف كما يقولون،بل تحت طلب الجمهور.

مع صعود مداً إخبارياً من الصحف التي تسمى مجازاً

 صفراء فلاهم يخبرونك عن آخر ماوصلت له تقنية النانو ولا نظريات الطب ولا صرعات الثورة الرقمية بل همهم تصيّد مقاطع هؤلاء ووضع العناوين المثيرة فكأن طرفي هذه المعادلة اتفقوا على الهدف باختلاف التنفيذ والأداة،الوعي اليوم يحتضر،مع تعالي أصوات الغربان التي وجدت من بعض النوافذ التقنية بيوتاً لها،ولا شيء يحمي مجتمعنا غير تجريم وملاحقة الخارجين عن القانون وتقوية الحصانة الدينية في نفوس الجيل الجديد الذي ينام ويفيق على ظهور مواقع تواصلية جديدة.