بقلم /محمد الهديب

يقول الشاعر .. 

فحبي وافر وسماي صحو … ونفسي كللت قمم النفوس

فمن يا نفس فيك أشد وجعا .. مشيب الرأس؟ أم قلبي .. فقيسي

لطالما كان المشيب هاجس رعبٍ يصيب الإنسان لفقدانه قوته وإمكانياته التي اعتاد ممارستها أيام شبابه وكذلك ينطبق على الفتيات عندما ينحسر جمالها يمتنع المعجبين والراغبين بالزواج منها مما حد من النشاط في شؤون الحياة حتى أصبح مع مرور الزمن تتشكل أرقام العمر ويوضع كل تصرف في عقد عُمِّرٍ معين ..

فاللعب والمرح مثلًا انحسرا في سن الطفولة ..وأما المراهقة والشباب فهما سن النشاط والقوة ولا يحق لهذا الشاب أن يمارس ما كان يمارسه في أيام طفولته حتى عندما ينتقل لسن الرضا وهو المنتصف كما يقال عنهم وهم الأربعينيون.

 وهنا يواجه أزمة منتصف العمر ..فهو لم يعد شابا في نظر المجتمع الذي سن قوانين القيم والأخلاق في كثير من التصرفات ليكون حبيس هذه المرحلة ويطالبهُ المجتمع أن يكون وقورا في تصرفاته وإلا لحقتهُ الملامة والنقد المجتمعي حال ممارسته تصرفات الشباب مطالبينه بأن يكبر ويعقل ويدرك أن ما يفعله لا يتناسب مع عمره حتى يشيخ فتنحصر نشاطات حياته أكثر وأكثر وتزداد خانات العيب مطالبينه بأن يكون قدوة إلى حد الانطواء حتى يوافيه الموت 

كل هذا أصبح سابقا عندما كان اللباس يقيمهُ العمر فاليوم ومع اتساع رقعة المجتمع والتطورات والانفتاح وتبادل الثقافات أصبح العمر مجرد رقم ينحت على ملامح الجسد ولا يمثل الروح ورغباتها 

التي لا تتقيد بمنظومة الخانات العمرية 

التي فرضها المجتمع تحت شعارات المعيبة والنقد، وأصبح الإنسان بفئاته العمرية يمارس الرياضة بجُلَّ أنواعها في أي وقت وفي أي مكان ويرتدون من اللباس كلا حسب رغبته بعيدا عن قيود العمر 

لتعلم أيها المتلقي أن الحياة نعيشها مرة واحدة فعشها كما تريد لا كما يريدون ولا تكن حبيس خانات الأعمار لأنها مجرد رقم.

لن يستطيع أحدا أن يقيم عمرك إذا امتلكت جمال الروح وتطوير الذات فعش بروح تحلق في جماليات الحياة واستمتع بملذاتها حتى يفنى جسدك.