بقلم /أمل حسن جلال

أحمل سلة أشواقي وأسير بها في الطرقات وكأنني مرتحلة بين الأطياف أتسول عينيك من بين المارين وكلما شدني أحد الأربعين ألقيت بسلتي فينسكب الشوق أمام العابرين وحينما أرى في وجوه أشباهك الدهشة أوقن أنني أتخيل طيوفك بين الحاضرين فأنحني ألملم أشواقي وأسجنها في أقفاص صدري أحاول النهوض فيصيبني سهم الحنين يشل أطرافي بشوق جديد فتتسلل العتمة بين شوارع آمالي التي أضأتها باليقين أنني سألقاك يوما..فأنهض وأنا أجر أذيال خيباتي في عودتك ليس يأسا بل خبرا يقين بأنني لست تلك الفتاة التي تلعب بالعواطف وتسير بثقة وغرور تدوس هذا وتستغفل هذا ثم تغدو مع ذاك..

 كان درسا قاسيا تعلمته بعد أن صنعت مني تمثالا لصدق الإحساس والشعور ..

ذلك التمثال الذي تزوره النساء كل مساء فتضحك للسذاجة الملتفة حول عنقي وتتحين كل واحدة منهن الفرصة لتلقط صورة الذكرى الساخرة من تلك الساحرة التي عقدت ونفثت في الصدور.

 فحبي لك قصة حيَّة من قصص الخيال على مرِّ العصور .. وكأن حبك معقود بناصية أيامي يلتف حول أوردتي فأشدو ترانيم حبك على مسامع العالمين وأتلو أشواقي على قلبك بصخب ولين ضجيج بقلبي يخمد ويفتر ثم يتصاعد لأجمعه بين كف الأمل وأضعه في سلتي وأترنح بها في الطريق كمخمور أفاق صباحا بعد يوم حافل لهوا لكنه غدا أليما.

 تلك هي سلتي التي لا تفرغ من اللهفة والأنين فتوجهت لأقتفي آثار أقدامك ووجهت روحي إليك ربما تأتي ريح عقيم لا تبقي ولا تذر بقلبي نطفة من شوق وحنين حينها ألقي بسلة الأشواق تحت أقدامك وأحتضنك وأخلل أصابعي بين خصلات شعرك وأضع رأسي بين ذراعيك وأقول لك أخيرا غرد الحظ في سماء عمري والتقيتك.. ياله من إحساس جميل..