بقلم/أ_ رابعة الشعبي

حين تغادر طفلتي جدران البيت منتقلة إلى صف دراسي أنت معلمته فعيونها متعلقة بك وكلامك عندها صحيح ووعودك منفذة وتهديداتك مرعبة وزمجرتك مميتة وابتسامتك تجعل قلبها يتراقص فرحا وأمانا 

فأنت القدوة والشخص الأهم في هذا العمر . منك تُستقى الأخلاق وبكِ تُعزز القِيم لدرجة عدم قبول التصويب لأي خطأ يصدر منك والرد الواثق: لا المعلمة هكذا تقول.

 فمهمتك ليست سهلة 

وتأتي الدراسة ثانيا  

فجميع كلماتك ونظراتك وتصرفاتك داخل وخارج الصف وحتى حديثك مع نفسك بصوت مسموع هو محط مراقبتهم ورصدهم العفوي وقدوتهم لتعلقهم بمعلمتهم التي يتكرر اسمها على ألسنتهم عشرات المرات في يومهم. أنت من يجعل الدراسة عشق به لايتمنون انتهاء اليوم الدراسي أوهم ثقيل يزج بهم أولياء أمورهم إليه يصارعونه ويدفعونه بادعاء المغص صباحا وبالانفجار بكاءً دون إفصاح عن سبب. فهي المهمة الأعظم والأسمى فلتكوني على قدرها ودعواتنا لك بالتوفيق فهؤلاء الصغيرات بين يديك لا دخل لهم ولا ذنب بحالتك الصحية أو المادية أوالمزاجية لهم الجانب المشرق ولهم العطاء والإخلاص واستشراف مستقبل واعد وبناء سواعد لوطن تتغنين بحبه وتترنمين بالدعاء له بالحفظ والأمان دائما. 

وطن أكرمكِ ووفر لكِ مصدرا للرزق تحسدك عليه العشرات ولا ينقصك أجرك. فأدي حق الله فيه ولا تكوني ممن توعدهم الله تعالى بالويل بقوله ( “وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ”

لذلك يجب ألا تسند هذه الصفوف إلا لمن تم تأهيلهم تربويا ونفسيا ورقى تعاملهم ورجحت عقولهم وحسن منبتهم وتطهرت ألسنتهم ليأتي الحصاد أبناء وبنات أسوياء قد غرست بهم قيم لجودة حياة خالية أنفسهم من العقد والذكريات السيئة عن معلمات ومعلمي هذه المرحلة وأقرب دليل جواب أي طفل على سؤالك أيها القارئ حين 

تقول له هل تحب المدرسة؟