بقلم /أمل حسن جلال

سؤال يستحق أن يطرح فكل صغير ذات يوم سيكبر … 

ها هم بعد أن تقوست عظامهم وهم يرعون أبناءهم وأحفادهم وقد اخشوشنت كفوفهم طلبا للرزق يسامرون اللهفة والأشواق في سماع أصوات أبنائهم وأحبابهم 

إننا نراهم اليوم وهم في أمس الحاجة لكلمة حانية أو ابتسام يحتاجون منا فقط وقتا لنبقى معهم نتجاذب أطراف حديث مر عليه الزمن ودار 

إنهم آباؤنا وأجدادنا سعدوا بنا صغارا فلم نقسو عليهم كبارا ؟! 

ما الذنب الذي ارتكبوه؟! تبدلت ملامحهم وبرزت أنفوهم وغزى الشيب رؤوسهم لا بأس سيحدث كل هذا لنا أيضا إنها مسألة وقت لا أكثر 

وما يؤلم هنا أن هناك فئام من الناس ينظرون لهم نظرة إزدراء ومقت ويبتعدون عنهم ولا يرغبون في أحاديثهم المعادة مرارا أو مصافحة أجسادهم وجلودهم المثنية.

 لا تخف غدا ستكون أنت مكان ذلك الشيخ الهرم ويقف الأطفال والشباب ضاحكين ساخرين مثلما فعلت فانتق الاحترام والمحبة لأولئلك الذين أوصى بهم نبي الأمة حيث قال صلوات ربي وسلامه عليه (ليس منا من لم يوقر كبيرنا) فهل تحتمل أن تتنحى عن صفات خير أمة! 

إنهم بأمس الحاجة لمن يرعاهم ويلبي احتياجاتهم ألا يكفي شعورهم بالعجز وعدم رغبتهم بالبقاء!

 إن النظرات التي تلاحقهم وتركض خلفهم شفقة واستحسانا قد يشعرون بها يكفي ما فعله الزمن بقلوبهم فمهلا مهلا بذلك الشيخ. 

قد لا يكلفك الكثير بأن تطبع قبلة على رأسه أو حتى يديه لكنها تعني له حياة فكونوا حياة لمن حولكم لا مأساة

فدين الرفق أوصى بكبار السن خيرا واستحسانا 

ودولة كمملكتنا الحبيبة تتولى العناية بإنشاء دور رعاية للمسنين وزيارتهم وتفقد أحوالهم حري بأبنائها أن يحذو حذو مليكهم ويتخلقوا بشمائله ورقيه بارك الله الجهود ورزقنا العطف واللين والرحمة على كل من يستحق من مخلوقات هذا الكون الذي سخره المولى لنا فالحمد لله من قبل ومن بعد.