بقلم/جميلة محمد الزحيفي 

(هايدي)الفيلم الكرتوني الذي يعشقه جيل التسعينات، وأحبه هذا الجيل كذلك؛ لأن هايدي تعني: البراءة، والطفولة، والجمال، والطبيعة، ونقاء القلب، وضحكة الصغار .
عندما انتقلت هايدي إلى قصر كلير أصابها الحزن، فذبلت، وانطفأت طفولتها، رغم حياة الغنى التي كانت تحيط بها في قصر كلير، ملابس باهظة الثمن، وخدم، وألعاب، ومأكولات لم تذقها من قبل، وأكثر ما ينغص صفو مرحها: قوانين _مديرة القصر _(الآنسة روتن ماير).

وإذا تأملنا حال أطفالنا اليوم نجد أننا سجناهم في قصر كلير وجعلنا قضبان ذلك القصر:(الأجهزة الإلكترونية)فانطفأت طفولة أطفالنا، بل إننا قتلنا طفولتهم، أصبحت منازلنا محرومة من ضحكات الأطفال وشقاوتهم، وأسئلتهم ولعبهم؛ لأننا لانريد إزعاجا، ونريد أن نتفرغ كذلك لأجهزتنا وأعمالنا، سجنّاهم مع أجهزتهم، تماما كما كانت هايدي في قصر كلير .إلا أن هناك اختلافا واحدا وهو : أن قصر كلير فيه أنظمة وقوانين أصدرتها( الآنسة روتن ماير)؛لتجعل من الطفلتين:(هايدي وكلير )سيدتي مجتمع، من خلال تعليمهما: فن الإتيكيت، فنون الرد، احترام القوانين، النظام والوقت ..وغيرها.
أما نحن … فما هي قوانينا وأنظمتنا لأطفالنا مع أجهزتهم؟؟! للأسف لايوجد أي ضوابط، إنما: شاهدوا ما شئتم، قلدوا ما شئتم، اسمعوا ما شئتم، تعلموا ما شئتم. عمّ الهدوء، وانطفأت حياة الطفولة وكأن منازلنا قد امتلأت بأشباح أطفال رغم وجود أطفال.
لذلك نقول للآباء والأمهات ….لا تسجنوا أطفالكم في قصر كلير الذي أحكمتم أبوابه عليهم، وأنتم لا تعلمون كيف سيخرجون منه.
بل أطلقوا براءتهم وطفولتهم، استمعوا إلى ضحكاتهم، وتلذذوا ببراءتهم، راقبوهم، وجّهوهم، علموهم، ارحموا أجسادهم من الجلوس الطويل أمام تلك الأجهزة .افتحوا أبواب قصر كلير وأطلقوهم…بين السهول والتلال، تحت النجوم والهلال، عبر الطبيعة والجمال؛ ليعيشوا تلك الطفولة التي عاشتها هايدي في طبيعة جبال الألب.