بقلم : محمد ناصر دباء

يفخر الوطن بمقدراته وبما حباه الله عز وجل من نعم كبيرة تساهم في تنميته وزيادة اقتصاده وجعله مقصدا عالميا يجد فيه الفرد ما يطمح إليه عقله وتأنس به نفسه.

وتسهم السياحة البيئية بشكل فاعل في تنمية الوطن ورفعة مكانته وذلك بنشر حضاراته وعاداته وموروثاته وأنظمته وقوانينه والحفاظ على مقدراته الطبيعية ونشر ثقافة الوعي البيئي وتفعيل البرامج المساعدة على تبني الممارسات الفردية والجماعية في المحافظة على ثروات الوطن الطبيعية والصناعية والتحذير من الممارسات الخاطئة الضارة بالبيئة والمجتمع وبيان طرق استغلال السياحة البيئية في النهوض باقتصاد الوطن والمساهمة في تنميته المستدامة.
وتبرز المؤسسات التعليمية في ترسيخ تحقيق المعاني القائمة على السياحة البيئية من خلال عناصرها والتي تتمثل في المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية وريادة الأعمال والابتكار والأبحاث، ومن خلال المشاركات المحلية والدولية والاهتمام بالأنشطة اللاصفية والرحلات التعليمية والتي تهدف إلى تنمية سياحية بيئية مستدامة لجذب الملايين من الزوار المحليين والعالميين ولفت أنظارهم إلى ما تشهده المملكة العربية السعودية من تقدم وازدهار في مجال السياحة والضيافة والتنمية المستدامة وتحقيقا للرؤية الوطنية 2030 في جعل المملكة العربية السعودية من مصّاف الدول المتقدمة في هذا المجال.

ولأن منطقة جازان من الوجهات السياحية البيئية المهمة في المملكة العربية السعودية والتي التفتت إليها أنظار السياح والمصطافين وأصبحت مقصدا للزوار بما تتمتع به من مقومات سياحية ساحلية وجبلية ومحميات ومنتجعات طبيعية والتي تجعل من المنطقة جذبا سياحيا مع مختلف فصول السنة واختلاف المناخ والتضاريس البيئية كالشواطئ الساحلية الممتدة من شمال المنطقة إلى جنوبها ومحمية جزيرة فرسان الطبيعية والتراثية وسلسلة من الجبال الخضراء والأودية المنتشرة في محافظات المنطقة، إضافة إلى ما تتمتع به المنطقة من مناسبات موسمية رائعة وجاذبة كمهرجان الحريد ومهرجان المانجو والفواكه الاستوائية ومهرجان البُن والعسل والنباتات العطرية والفعاليات الشتوية على السواحل والمنتجعات إضافة إلى ما تتميز به المنطقة من بيئة صناعية جاذبة من خلال إقامة المشاريع الضخمة مثل مشروع (مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية) ومن هذا المنطلق برز دور المؤسسات التعليمية في دعم القطاع السياحي لمنطقة جازان وكافة مناطق المملكة وتعزيز قدرات السياحة البيئية فقد أدرجت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في تخصص الإرشاء السياحي مقررا متكاملا عن علم السياحة البيئية وتتضمن واقع السياحة البيئية في المملكة العربية السعودية والاتفاقات البيئية الدولية وأثرها على التنمية المستدامة وتضمن كتاب التنمية المستدامة للصف الثالث الثانوي الحديث عن مقترحات واقتصاديات السياحة البيئية المستدامة.
كما وتتضمن السياحة البيئية الأنشطة المجتمعية وإقامة المعارض التعليمية بالتعاون المشترك بين المؤسسات التعليمية والهيئة السعودية للسياحة، ومن ضمن برامج شراكات السياحة مع التعليم في برنامج  ريادة الأعمال أطلقت وزارة السياحة بالتعاون مع كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال برنامج الماجستير في الإدارة – مسار إدارة السياحة؛ لتخريج كوادر مؤهلة بالمهارات اللازمة لقطاع السياحة وقطاع الخدمات العامة، كما يساعد برنامج الابتكار في السياحة على الاستجابة لاحتياجات السكان والزوار واستثمار الموارد المالية والبشرية والتكنولوجية وتطوير البنية التحتية ومواكبة العصر في استخدام التقنية والتوجهات الحديثة هذا ويعد البحث العلمي ضروريًا وله دوره المميز في نمو ونجاح وتطوير قطاع السياحة البيئية من خلال إجراء الأبحاث، وجمع المعلومات القيمة، وتحديد الاتجاهات والفرص الجديدة للسياحة، مما يسمح لها بالبقاء في صدارة المنافسة بشكل عام. ومن خلال هذه البرامج المتنوعة استطاعت المؤسسات التعليمية أن تضع لها بصمة في التعريف بدورها في صناعة السياحة البيئية والمساهمة في نهضة الوطن وتنميته المستدامة.