مريم سفياني

ويح لك أيها الآدمي من كل حياة..
أتذكر عندما كُنت تحيى في الجنة منعماً قبل أن تخرق قوانينها وسننها؟! ..بعدها ماذا حدث ؟!
لقد نبذتك عنها لأقصى الضد ..ومن قمة هرم حياة النعيم إلى اسفله هبطت حيثُ المِحن .

وهنا ويح لك أيضآ من حياة الأرض، فلن ترضى، عندما تقوم بخرق قوانينها، وتُبعثر معالمها أوتغير شرائعها، أو تُسقط فضائلها ،
وترفع الصوت منادي هلموا إلى الرذائل ،
حينها سترى، حقاً، مايُدهش عقلك! ويلفظ آنفاس قلبك! ..
عندها سَتُبْرزُ لك عن أنيابها، وتكشّر فيك غاضبة مزمجرة! ،
وكأنها تتمنى إبتلاع حروفها ومن اقتاتوا عليها ..
إنها تعض وتبسق بكل وحشية وهمجية!؛
تعارك كل من يظهر بوجهها، وتنفض سطوحها المنبسطة منا وتلتوي عنا وعلينا ،
كأننا ذرات غبرة التصقت بها، تهز أجنحتها وكأنها تُقاوم وجودنا وتتخفف من أحمالها النتنه منا،
لتُحلق بعيداً عنا ..
إنها ترمي الناس فوق بعضهم وتقذف هذا بذاك،
وتكومنا كحجارة دون أن تميز صالح من طالح وخير من شر ..
تصيدُ طالح بصالح فيقدر عليه ويصلحه، وآخر خَيّّر بشر الخلق ليصارعه، ويسقطه عن سجيته.
فويل للمستضعفين الذين يفرون من كل فرجة من بين المخالب والأنياب، وفي أرجلهم القيود الثقيلة،
وويل للإنسان الذي لا يكتفي بالله في سمائه حتى يستعبد لصفاته في أهل الأرض،
فيُطلق اسم الإجلال على ملوك تخلو من الملكوت!
يعلي من شأن حكام المال ، ويقدسون القوانين الوضعية عدلها وجورها على كتبه المقدسة ، ويضعون العزة في القوة المادية ويضعفون من شأن قوة الإيمان والإحسان ..
وماذا بقي لله ويحك؟
لقد أغضبت جند الله في الأرض قبل من في سمائه.

فلا عاصم لك اليوم من عقابه المُنصب ،
سوا السماء تتمسك بِحبال الشرائع الموصلة إليها والقوانين التي تقيك رجفات الأرض ..وتُعيد ميزان الحياة الوسطية و العدل مابين الفضائل والرذائل .

كاتبته/ مريم السفياني👑