زهراء دغاس

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم» المعجم الكبير للطبراني (1/ 250)

هنا يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على طلب الخير في مراحل عمرنا، فإننا لا ندري في أي وقت تتنزل علينا رحمات الله، ثم يدلنا النبي صلى الله عليه وسلم على الوسيلة: (وتعرضوا لنفحات رحمة الله) والتعرض هو إتيان الشيء من كل جوانبه، ففي مواسم الطاعة كالعشر الأوائل من ذي الحجة، نتعرض لنفحات رحمة الله بالإكثار من الطاعات، وليس طاعة واحدة كالصيام مثلًا، بل على المؤمن الكيس الفطن أن يكثر من أنواع الطاعات، وأعظم عمل يحبه الله منك في هذه الأيام، هو ما أنعم الله عز وجل عليك به، فلينفق كل ذي نعمة من نعمته، فمن أنعم الله عليه بالمال الوفير فليكثر من الصدقات، ومن أنعم الله عليه بالعلم فليبذله لمن هو أهل له، ومن أنعم الله عليه بالمنصب والجاه فعليه بقضاء حوائج الناس، وهكذا…

ثم يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أفضل دعاء في أيام النفحات والرحمات: (وسلوا الله أن يستر عوراتكم) ويدخل في العورة ستر الذنوب والمعاصي، (وأن يؤمن روعاتكم) وهي الخوف من الحاضر والمستقبل وكل ما يخشاه الإنسان.