علي احمد معشي

وأنا أتابع تحذيرات الخبراء من النظر المباشر للشمس في حالة الكسوف وانتشار وتعدد تلك التحذيرات على برامج التواصل ومن خلال القنوات الاعلامية المختلفة خطرت ببالي بعض الخواطر المتعلقة بهذا الحدث الكوني الكبير ومن هذه الخواطر ما يلي :

أولاً : هذه الحادثة الكونية آية من آيات الله سبحانه وتعالى وفيها الكثير من العبر والدلالات الربانية التي يجب أن يتفكر فبها البشر ويستدلون على قدرة الخالق سبحانه على تغيير نواميس الكون والتحكم في هذه الأجرام الضخمة بقدرته وقوته وحكمته وأنها ليست ظواهر فيزيائية بحتة تحدث من ذواتها أو من الطبيعة وهذا ما يميز المسلم عن غيره في التعامل مع هكذا ظواهر .

ثانياً : لماذا غابت رسائل التوعية بالتوبة والاستغفار والدعوة إلى العبرة والعظة واللجوء الى الله باادعاء والصلاة والذكر كما هو منهج الاسلام وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والاكتفاء بالحديث عن أضرار النظر إلى قرص الشمس واعتباره الأمر الأهم والأجدر بالحديث والتوجيه.

ثالثاً : كون الحادثة أو الظاهرة هذه المرة في حالة نادرة تمر كل قرن مرة على منطقتنا فهو حدث مهم بحاجة لتسليط الضوء عليه من عدة جوانب كالجانب الايماني والعلمي واستثمار الحدث بمجمل تفاصيله وعمل الدراسات العلمية والبحثية والتفكر في الإعجاز الإلهي وأسرار الفلك والعالم العلوي.

رابعاً : من السنة استثمار وقت الكسوف بالصلاة والذكر والدعاء والصدقة وأعمال البر تقرباً إلى الله تعالى ولجوءاً وعودة إليه رجاء لرحمته وخوفاً من عقابه ‏⁧وقد
‏أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم “أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر يقعان تخويفاً من الله لِعبادهُ وقال أنهما لاينكسفان لموت أحد ولا لحياته وإنما هما آيتانِ من آياتِ الله يُخوف الله بهما عباده”