عائشه سويد

في يوم دراسي احتمى بي طالب من الصف الثالث الإبتدائي وقال استاذة يريدون ضربي ، فقلت له ولمه يريدون ضربك؟؟ وهو يتهيأ للإجابة جاء اربعة طلاب وهم متحاملون عليه وعاملين رباطية كما يقول إخوتنا المصريين فقلت لهم مابكم فأجابوا بصوت واحد فلا ن يخبر بإسم أم فلان واشاروا على احدهم!!! ، فقلت له وماذا فيها لو اخبر بإسم امك!!؟ وكان يحلف بأن يوسعه ضربا ولن يغفر له!!!! .. وتحاورت معهم إلى ان أخبر جميعهم بأسماء أمهاتهم بكل فخر ..
مالذي جعل هذا التفكير السلبي يتفشى بين ابنائنا والذي قد يدخلهم في مناوشات تشغلهم عن اهداف رئيسة في الحياة وقد تقضي عليهم ، اطفال في هذا العمر الغض الطري كيف سيشبون فكريا وهم ينظرون لمجرد ان احدا ما يعرف اسم امهاتهم فقد لحقهم العار والشنار !!! وهذا لم يكن سوى نقطة من بحر مما الحظه من طريقة خاطئة في التربية المجتمعية والتي بلا شك لم تجد من يتصدى لها بوعي إلا من رحم ..
هؤلاء الأطفال هم جيل الرؤية مستقبلا إن لم يتم تهذيب تفكيرهم فكيف سيكونون غدا؟؟!! هؤلاء الأطفال هم رجال الوطن غدا لم لايردد على مسامعهم من خلال المناهج مايدعوا إلى الإيمان بالمرأة وأنها كما الرجل خليفة الله في الارض وانها شريك للرجل تماما في عملية التنمية وعنصر اساسي في آلية العمل للتحول الوطني؟؟ لم لا يردد على مسامعهم و مربيهم دور المرأة الكبير في الحياة وانها شقيقة الرجل وان الخطاب القرآني للإثنين (يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وإنثى) لابد من خطاب ديني قوي و توعية اجتماعية مكثفة لتبيان دور المرأة الحيوي والنابض في المجتمع لمسح ماكان سائدا من خطاب معطل للمرأة وجعلها محدودة فقط في الدنيا بالشهوة وفي الآخرة بالحور العين ..
تفكير الأطفال نتاج لبيئات هي صنعتهم ولن يتغير تفكيرهم إلا بتكثيف الجهود التوعوية داخل بيئاتهم والتي ترسخ لأهمية المرأة وقيمتها في المجتمع ودورها الكبير المعول عليه لتحقيق رؤية 203‪0

عائشه سويد