بقلم.. مشاري الوسمي

تتجدد الأفراح، تطوى صفحات الحيرة والقلق والأحزان، بقدوم الأشهر الحرم، يتضاعف فيها الثواب، نسارع الخُطى طالبين رحمةً وسعت السماوات والأرض .

تلبس الدنيا اليوم ثوب العيد، يحن القلب لرؤية البعيد قبل القريب، تتجدد التبريكات، تعلو من حولنا صوت التكبيرات، قلوبنا صافية، عيوننا تلمع فرحًا وإشراقًا .

لكن عقولنا يقظة، تحلل وتفسر وتتابع كل ما يجري من حولنا، فنحن اليوم حراس أنفسنا لا محروسين، اجتماعنا سيكون سببه الحب، ومن أجل أحبائنا سنبتعد خطوات آمنه، سيكون غطاء الوجه مظهرًا من مظاهر العيد، وليس قضبان تمنعنا من المشاركة، غسل أيدينا فرض واجب وليس وسوسة مهوسين . 

تلك المستجدات وضُعت لحماية من نحب قبل أنفسنا، فلا أحد منا يرغب برؤية أخٍ و صديقٍ يعاني، أو أم وأب يحتضر ، ستدوم أفراحنا، وتبقى ذكرى العيد كالشمس المشرقة بعد ليالٍ حالكة الظلام، فقد طال بعدنا، زادت مسافة الشوق بيننا، واشتاقت العين لرؤية من نحب .

لنكن يدًا واحدة، بعزيمة واعية، نثبت للعالم بأننا قادرين على الانتصار، وحسر هذا العدو الخفي، حتى يتلاشى ويختفي، فتعود حياتنا صاخبة كما كانت يملؤها العناق وتقبيل الأيدِ والجباه .  

لنكن درع الوطن في المحافل والميادين، حتى في المجالس وبين الأهل والأصدقاء، لن نكون أوعية ناقلة، أو مخالطين مستهترين، بل سيقف هذا الانتشار أمام درع وعينا، و حرصنا على حماية من نحب .

دمتم بخير وحفظكم الله من كل مكروه وجعل أيامكم كلها أعياد .