د. محمدالسريحي

الخروج من دائرة الحزن ليس بالأمر السهل ولكن لن يكون أصعب من الغوص بأعماق الألم والأحزان.
مُنذ أيام جلستُ مع صديق يكبرني سنًا يعيش ألم فقدان إبنه الأكبر وقد فقده مُنذ قرابة سبعة أشهر وقبلها كان مُعتل صحيًا يعاني مُنذ سنوات عدد من الأمراض وكان وضعه الصحي حرج جدًا رحمه الله وكان ليس اعتراضًا على القدر بقاءه صعب جدًا وعندما توفاه الله قد يكون رحمة بوالديه لأنه كان يموت باليوم 1000 مره أمام أعينهم ولكن قلب الوالد يتمزق لفراقة فكنت أتحدث معه بأنه يجب أن يخرج من دائرة الحزن الذي أغلق على نفسه داخلها ولا يسمح لنفسه بالفرح وكأنه يُعاقب نفسه على قضاء الله وقدره
فاليوم جلستُ معه جلسه صفاء وحرصًا عليه ولستُ بواعظ ولستُ بطبيبٍ نفسي ولكن شخص يحاول من تجاربه أن يخرج صديق له فذكرت له أن ما حدث هو قضاء الله وقدره فمن المسلمات أن نكون مؤمنين بأن هذا الأمر قدر من الله وهو أرحم بنا من أنفسنا وحبسه لنفسه داخل الألم إنما كان به إعتراض لذلك يجب أن يخرج من دائرة الحزن والألم والوقوف خارجها .
الإعتراف بأنه الخطوه الأولى والصحية لمعالجة هذا العارض ولن أقول مرض نفسي فأنا أحاول جاهدًا لأن الحياة تمر علينا ونفقد فيها الكثير وسوف يفقدنا ايضًا الكثير ولكن سوف تستمر الحياة لذلك كلنا نمر ببعض الظروف أو الأمور المشابهة وقد نصطدم بفقد عزيز أو حبيب لا قدر الله ولكن الشجاعه أن نبكي أو نصيح بأعلى صوت ليس عيبًا ولكن العيب أن نعتزل ونموت ونحن أحياء أو نضعف طول العمر لأن الحياة قصيره .
فليكن لدينا أمل بأن هناك حياة أخرى نعمل جاهدين لنزرع غراسها آلا وهي الحياة البرزخيه
بالأعمال الصالحه وأعمال الخير بدل من الإنغلاق والإنعزال.

✍د. محمدالسريحي